القرآن في ترجمة إسبانية جديدة من العربية

26 يوليو 2024
+ الخط -

"هذه هي النسخة الأُولى التي تُترجَم إلى الإسبانية مباشَرةً من العربية، في مدينة قرطبة، منذ أكثر من ألف عام، لواحد من أبرز الكتب المقدّسة". بهذه المقدّمة، استُهلّت الترجمة الجديدة لـ القرآن، التي أنجزها الأكاديمي الإسباني أنطونيو دي دييغو غونزاليس، وصدرت حديثاً عن دار نشر "Almuzara".

يعمل دي دييغو غونزاليس، الذي اعتنق الإسلام عام 2011، أستاذاً في الفلسفة بـ"جامعة إشبيلية" وتاريخ الفلسفة بـ"جامعة مالقة"، وقد اعتمد في ترجمته هذه على التفاسير القرآنية الكلاسيكية، محاولاً نقل فكره بأمانة. وتختلف هذه الترجمة عن غيرها في أنّها تُراعي الحِرفية والشعرية العالية لكتاب المسلمين المقدّس؛ حيث دمج المُترجم فيها بين اللغة الكلاسيكية والمُعاصرة الإسبانية، واستخدم الكثير من المفردات والمصطلحات والتراكيب اللغوية الغنيّة بالفروق الدقيقة، والتي تُشكل جزءاً من اللغة الإسبانية وتتّصل بشكل وثيق باللغة العربية التي تطوّرت في الأندلس، إضافة إلى استخدام مصطلحات واستعارات لغوية عربية موجودة في الإسبانية.

احتوى الكتاب على مقدِّمة نقدية شاملة ودراسة ببليوغرافية مفصّلة لفهم النص، إضافةً إلى ملاحظات وتعليقات حول ترجمة بعض المصطلحات واختيار مفردات دون غيرها. يقول غونزاليس في المقدّمة: "جاءت هذه الترجمة نتيجة تجذّري في التراث الإسلامي، إضافة إلى أسفاري في العالم العربي والإسلامي، وتعمّقي في الكتب والتفاسير القرآنية. إنها ترجمة من العربية، من دون أيّة لغة وسيطة، كما حدث في ترجمات إسبانية سابقة للقرآن".

تُضاف الترجمة الجديدة إلى قرابة 26 ترجمة كاملة أو جزئية للقرآن إلى اللغة الإسبانية، بعضُها كان من اللغة العربية ولغات وسيطة أخرى كالإنكليزية والفرنسية واللاتينية. وتُعتبر ترجمة خوليو كورتيز، التي صدرت في طبعتَين عامَي 1992 و1997، الأكثر شيوعاً في إسبانيا.

من إصدارات أنطونيو دي دييغو غونزاليس الأُخرى: "الصوفية السوداء" (2019)، و"الشعبوية الإسلامية: كيف تم اختطاف الروحانية الإسلامية؟ (2023).

المساهمون