"القلم الذهبي": محاولة لإنعاش النقد السينمائي

20 يوليو 2015
من "رسائل من اليرموك" لـ رشيد مشهراوي
+ الخط -

يكاد النقد يكون الحلقة الغائبة في سلسلة الإنتاج السينمائي في الجزائر. يعتقد متخصّصون أن تراجع الحركة النقدية، التي عرفت انتعاشاً في سبعينيّات وثمانينيّات القرن الماضي، انعكس سلباً على مستوى الأفلام السينمائية، بينما يرى آخرون أنه لا يُمكن للنقد أن ينتعش في ظلّ غياب صناعة سينمائية حقيقيّة.

تنحصر المتابعات السينمائية في التغطيات الصحافية الآنية وبعض البرامج الإذاعية والتلفزيونية المهتمّة بالفن السابع، والتي تُعدّ على أصابع اليد الواحدة، في ظلّ غياب تامّ للمنابر الإعلامية المتخصّصة في الشأن السينمائي.

وبينما يُتّهم المهتمّون بالكتابة في المجال السينمائي، على قلّتهم، بالمجاملة وغياب الموضوعية عن كتاباتهم، يُؤخذ في المقابل على المشتغلين في السينما عدم متابعتهم واهتمامهم بالآراء النقدية الموجّهة لأعمالهم.

في دورته الأخيرة، أطلق مهرجان "وهران للفيلم العربي" جائزة للنقد السينمائي باسم "القلم الذهبي"، في محاولة لإنعاش الحركة النقدية السينمائية.

ويقول محافظ المهرجان، إبراهيم صدّيقي، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن الخطوة تسعى إلى اكتشاف وتشجيع الأقلام المهتمّة بالكتابة عن السينما "انطلاقاً من قناعة مفادها أن النقد ركيزة أساسية في العملية السينمائية، وأنه لا يُمكن أن تكون ثمّة حركة سينمائية، دون وجود حركة نقدية جادة ومؤسّسة".

يشدّد صدّيقي على أهمية استمرار مثل هذه الجوائز وألا تكون مناسباتية، مؤكّداً على سعي المهرجان إلى إشراك الفائزين في الفعاليات السينمائية ومتابعتهم بالتدريب، داعياً إيّاهم إلى الاستمرار في الكتابة في هذا المجال.

وعادت الجائزة (4000 دولار)، التي ستُوزّع نهاية الأسبوع، في دورتها الحالية إلى الروائية والصحافية سارة حيدر، عن قراءتها في فيلم "رسائل من اليرموك" الذي ينقل فيه المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي مشاهد مأساوية من حياة النازحين الفلسطينيين في مخيّم اليرموك، وفيلم "وتزوج روميو جولييت" للمخرجة التونسية هند بوجمعة، والذي يتناول فتور مشاعر الحب بعد الزواج.

كما فاز الصحافي فيصل شيباني عن قراءته في وثائقي "كاليدونيا الجديدة.. مظلمة النفي" للمخرج عبد القادر مام، الذي يسلّط الضوء على مأساة آلاف من الجزائريين الذين قام الاحتلال الفرنسي بنفيهم، في نهايات القرن التاسع عشر، إلى كاليدونيا الجديدة التي تبعد 22 ألف كلم عن الجزائر، ورحلة أحفادهم في البحث عن جذورهم وهويتهم.

يذكر أن لجنة التحكيم، التي يرأسها الناقد السينمائي أحمد بجاوي، سجّلت ضعفاً في مستوى الأعمال المشاركة في الجائزة، وقالت إن معظم المقالات، التي بلغ عددها 300 مادة إعلامية، لا تستوفي شروط وضوابط النقد السينمائي، وأنها في مجملها عبارة عن تغطيات إعلامية تتّسم بالسطحية، وتختلف تماماً عن المقاربات التي يجريها النقّاد للأعمال السينمائية.

المساهمون