هموم شعرية: مع علي شمس الدين

26 يوليو 2024
علي شمس الدين
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته، لا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته. "إحدى نقاط ضعف الشعر ليست فيه، إنّما بما يُحمّله البعض من أعباء ونبوءات خَلاصية"، يقول الشاعر اللبناني في حديثه إلى "العربي الجديد".



■ ما الهاجس الذي يشغلكَ هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟

- هذه الحرب جعلتنا نُدرك أنّه ليست لدينا لغة نرثي بها مَن قُتلوا، لم يتبقّ شيء من إنسانيتنا إلّا هذا الموت. وهذا مكانٌ يشبه النهايات المغلَّفة بالنسيان.


■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعراً مقروءاً؟

- لا أعرف ما هو تعريف القارئ في زمننا هذا، ولكنّني في الوقت نفسه أعرف أنّه لديَّ بعض القرّاء الذي يقرأون ما أكتب، وبعضهم يكتب أيضاً ونتحدّث في الشعر والكتابة عامّة. أنا متأكّد أنّ هناك أفراداً ما زال الشِّعر يعني لهُم، ولكن ليست لديَّ فكرة كيف هي الحال خارج هذه الدائرة.


■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟

- علاقة جيّدة جدّاً مع عدّة دُور نشر أسهمت في إخراج أعمالي إلى العلن.

نفتقد حركة نقد تواكب ما يُكتب ويُقال وتُنتج باب نظر إلى المستقبل

■ كيف تنظر إلى النشر في المجلّات والجرائد والمواقع؟

- لا بأس بها. أعتقد أنّ هناك فائضاً من الوسائط والمواقع، خاصّة بعد موت النسَخ الورقية، وهذا جيّد.


■ هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟

- أنشر على الوسائط بوتيرة متقطّعة كي يقرأني الأصدقاء وأقرأهم أيضاً، وهذا يصنع دينامية تفاعلية جيّدة.


■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟

- ما زال هناك اهتمام بالشِّعر. هناك ورثة ما من الأجيال الماضية، ولكنّي لا أعرف ما هي سمة القرّاء اليوم.


■ هل توافق أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟

- هذا سؤال كمّي لا قدرة لي على الإجابة عنه؛ لأنّي لا أملك البيانات أو الإحصاءات. هناك حركة ترجمة وهذا جيّد، وهناك حركة كتابة وهذا جيّد أيضاً. ربّما نفتقد حركة نقد تواكب ما يُكتب ويُقال، وتُنتج باب نظر إلى المستقبل.


■ ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟

- اتجاهات الشعر المكتوب باللغة العربية متغيّرة، وهي تعتمل في لحظات تساؤل وتقيم في استحالات الراهن الكبرى. مَن يكتب الشعر الآن يعيش في لحظة سؤال أكثر ممّا هي لحظة إجابة واستنتاج، وما يهمّني من الشعر الآن هو التقاط الذات والتحوّلات في اللحظة. ولكن على العموم، أعتقد أنّ إحدى نقاط ضعف الشعر ليست فيه، إنّما بما يُحمّله البعض من أعباء ونبوءات خَلاصية، أو يُخرجه عن التماس مع الواقع.


■ شاعر عربي تعتقد أن من المهم استعادته الآن؟

- أعودُ دائماً إلى بسام حجار. تمثِّل تجربته فرادة في الجُمل الشعرية وموقفه النقدي من الثقافة العربية والتوجّهات الشعرية التي سلكها. ربّما يُمثّل مشروعه نوع الشعر الذي يجعلك تودّ قراءته وزيارته دائماً، ولكنّه لا يصلُح لأن يكون نسقاً. قوّته تكمن في أنّه تصوُّر للشعر أكثر منه نسقاً.


■ ما الذي تتمناه للشعر العربي؟

- أتمنّى أن تتيح لنا الحياة وقتاً أكثر رحابةً للقراءة والكتابة. من تحدّيات الشعر الحديث تحوّله إلى فنّ يُصنع في فائض الوقت. الحياة اليومية تطحن أجسامنا، والشعرُ، في بعض وجوهه، يبدو ترفاً.



بطاقة

شاعر وكاتب صحافي لبناني مقيم في لندن، من مواليد عام 1979. متخصّص في أنساق تكنولوجيا المعلومات وأسواقها الجديدة. يعمل في مجال الهوية الرقمية والسلوك البيومتري. صدرت له مجموعتان شعريّتان: "نزول الألفة" (2020)، و"حول العالم الأول" (2023)، وكتاب شعري مشترك مع بلال خبيز بعنوان "مدينتان" (2023). صدرت له مؤخّراً ترجمته لكتاب "الأقل انخداعاً" للشاعر الإنكليزي فيليب لاركن.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون