ملتقى خارج السياق

12 مايو 2017
(جزء من عمل لـ منذر جوابرة/ فلسطين)
+ الخط -

أمران لافتان للنظر في الملتقى الذي نُظم في رام الله تحت عنوان "ملتقى فلسطين الأول للرواية"، الأول تجميع عدد من الضيوف العرب من عدة بلدان عربية (قرابة خمسين ضيفاً)، بينهم "ناشرون" و"نقّاد" و"روائيون"، والثاني الموضوعات التي تناولها.

دعوة واستضافة "عرب" من مختلف الجنسيات يمرون تحت أنظار وظلال المستعمرين الصهاينة، يحمل علامة واحدة لا غير؛ تمييع الاحتجاج ضد الاستعمار والنظر ببلاهة إلى ما يحدث في فلسطين المحتلة، والحديث والمشاركة والإشادة بكرم الضيافة وكأن ما يجري فيها لا يعني "الروائي" و"الناقد" و"الناشر".. وبقية هذا الحشد.

أما عناوين المحاور، فأمرها أعجب. حين يطرح عنوان مثل ملتقى فلسطين للرواية، تتبادر إلى الذهن خصوصية غابت تماماً عن محاور من قبيل "دور المرأة الكاتبة"، و"الجوائز وتأثيرها" و"سؤال الهوية وتحولات المكان".. إلخ، هذه الخصوصية لم تكن غائبة بل منفية، كما هو منفيٌّ الفلسطيني ومنفية ألوان عذاباته عن هكذا عناوين.

لم يصل المشرّدُ الفلسطيني، في الداخل والخارج، إلى وطنه بعد، ولم تلتئم شظايا أزمنته وأمكنته، وإشاعة وهم أن لديه وطناً كما لدى الآخرين، وينقصه فقط أن يقيم مهرجانات وندوات من هذا النوع، لهو عبث ولغو قد ينتفع به من جاء ضيفاً ومن استضافه، بينما يظلّ الصوت الفلسطيني ممعناً في غربته.

المساهمون