وفاة "الطفلة سولاف" يفتح ملف الأخطاء الطبية بالسعودية

26 مايو 2015
الطفلة الضحية سولاف
+ الخط -

رفض والد الطفلة سولاف (3 سنوات) التي توفيت نتيجة خطأ طبي جديد، في أحد مستشفيات نجران، العقوبة المخففة الموقعة على الفريق الطبي المتسبب في وفاة ابنته قبل 6 أشهر، مطالباً بأن تكون العقوبة بحجم الخطأ الذي تم ارتكابه.

وكشف هادي بن فارس، والد الطفلة المتوفاة، أن الهيئة الشرعية للشؤون الصحية في نجران، قضت بإدانة جميع الأطباء المتهمين في القضية التي توفيت فيها طفلته، وأصدرت حكما بالدية في الحق الخاص بمبلغ 150 ألف ريال، وتوزع الحكم النهائي بينهم، بنسب تتراوح بين 10 و35 في المائة، وتضمن الحكم، توقيع الغرامة في الحق العام بمبلغ 10 آلاف ريال لأخصائي التخدير، و8 آلاف للطبيب الذي أجرى العملية، و3 آلاف للمسعف، و3 آلاف لمدير التخدير.

ورفض بن فارس الحكم المخفف، والذي لا يتجاوز نصف الدية المقررة شرعاً، لأنه لم يشتمل على إنهاء خدمات المدانين لعدم الكفاءة المهنية وترحيلهم من السعودية، مطالبا بأن تكون العقوبة أقسى ومتسقة مع حجم الخطأ الذي تم ارتكابه.

وكانت الطفلة سولاف توفيت، بعد أن أجريت لها عملية منظار في مستشفى الملك خالد بنجران لاستخراج خاتم ابتلعته، قبل نحو ستة أشهر.

وأكد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة نجران، الصيدلي صالح بن سعد المؤنس، أن الطفلة وذويها راجعوا مستشفى الملك خالد في نجران إثر ابتلاعها خاتما معدنيا.


وأوضح المؤنس أن الفريق الطبي المعالج قام بمحاولة استخراج الخاتم المعدني، وعمل الإجراءات الطبية للطفلة، لكن دون جدوى، وأنها توفيت مساء اليوم التالي.

كذلك أكّد تشكيل لجنة للتحقيق مع جميع المتعاملين مع الحالة في ملابسات الوفاة، وانتهت في توصياتها إلى إحالة القضية إلى الهيئة الصحية الشرعية بمنطقة نجران، ومن ثم إحالتها إلى جهة الاختصاص.

وبعد عدة جلسات، تم الاستماع فيها لأقوال المدعي والمدعى عليهم، والاستئناس بآراء الاستشاريين المختصين في مثل هذه الحالة، ليصدر الحكم.

حكم غير مفهوم
بدوره، أبدى الطبيب فهد الحازمي استغرابه من هذا الحكم المخفف، وأنه لا يعرف على أي أساس تم اتخاذه.

وقال لـ"العربي الجديد": "العقوبة بنصف الدية أمر غير مفهوم، فهو إما أن هناك خطأ أو لا، نحن نتحدث هنا عن وفاة"، مضيفاً "إذا كان الطبيب ارتكب أخطاء تسببت في وفاة الطفلة، فكان يجب أن تطبق عليه كامل العقوبات القاسية، ومنها الدية المغلظة والطرد من العمل، ولو كانت الوفاة طبيعية ولمضاعفات خاصة بالحالة، فلا يمكن محاسبة الطبيب على تردي الحالة التي أمامه.. الحكم يحتاج إلى المزيد من التوضيح، كي نعرف على أي أساس صدرت هذه العقوبة المخففة، بينما التهمة هي إهمال وأخطاء طبية تسببت في وفاة مريض".

الأخطاء القاتلة
ونشط سعوديون على موقع "تويتر"، مطالبين السلطات بمحاسبة المتسببين في وفاة الطفلة سلاف ومسؤولي الصحة في نجران، وذلك عبر هاشتاج #اغتيال_طفولة_سلاف، الذي تحول إلى منصة لمناقشة أزمة الأخطاء الطبية القاتلة في مستشفيات المملكة.

 


اقرأ أيضا:2400 خطأ طبي في السعودية العام الماضي

وزادت في السنوات الأخيرة الأخطاء الطبية في المشافي السعودية بنسبة 30 في المائة، وتنظر الهيئات الطبية حاليا في 1165 قضية اتُهم فيها أطباء بارتكاب أخطاء فادحة في حق مرضاهم.

ويكشف تقرير صادر عن وزارة الصحة العام الماضي، أن عدد قرارات الإدانة في حالات وفيات الأخطاء الطبية، بلغت 129 قرارا بنسبة 49.8 في المائة، بينما بلغ عدد قرارات عدم الإدانة 130 قرارا بنسبة 50.2 في المائة.

ويؤكد مختصون في الشأن الصحي السعودي، أنّ العقوبات التي تتخذها وزارة الصحة ضعيفة، لا تكفي لكي تكون رادعا، مشددين على أن كثرة الأخطاء الطبية في المستشفيات السعودية تؤكد أنّ ما يحدث ليس مجرد أخطاء فردية، بل مشكلة في منظومة العمل ككل.

اقرأ أيضا:هل يصلح الفالح ما فسد في الصحة السعودية؟

المساهمون