أطفال قطر يحتفلون بـ "القرنقعوه"

02 يوليو 2015
ملء الأكياس بالحلويات والمكسرات(العربي الجديد)
+ الخط -



عاشت أحياء مدينة الدوحة، خصوصاً حيها الثقافي، وسوق واقف ليلة أمس الأربعاء، ليلة لا تنسى احتفالاً بالقرنقعوه "ليلة النصف من رمضان".

وتعالت أصوات الأطفال مرددة نشيد ليلة القرنقعوه "قرنقعوه قرقاعوه... عطونا الله يعطيكم... بيت مكّة يودّيكم... يا مكّة يا المعمورة... يا أمّ السلاسل والذهب يا نورة"... كلمات يتغنّى بها الأطفال في قطر، ومعظم دول الخليج العربي، في ليلة "القرنقعوه".

واستقبلت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" جموع العائلات التي جاءت للاحتفال بليلة القرنقعوه في فريج كتارا، في أجواء احتفالية غاية في البهجة والفرح بين النجوم والمجرات، ووسط الأهازيج والأغنيات التي تعيد ذكريات الأمس، وتجدد تراثه وتقاليده.

وليلة "القرنقعوه"، عادة اجتماعية لها أشباه عالمية وعربية، كما لها شبيهات في دول الخليج، وإن اختلفت التسمية، ففي الإمارات يطلق عليها "حق الليلة" ويحتفل بها في منتصف شهر شعبان، وفي عُمان يطلق عليها "الطَلْبة"، وهي ليلة "القرقيعان" في السعودية والكويت، أما في البحرين فهي "القرقعون" وفي قطر تُعرف بليلة "القرنقعوه".

ويخرج الأطفال في هذه الليلة في أبهى حللهم، يرتدون الملابس التقليدية الزاهية، إذ ترتدي الفتيات "الثوب الزري"، وهو عبارة عن ثوب زاهي اللون مطرّز بخيوط ذهبية، يرتدينه فوق الملابس، ويضعن "البخنق"، وهو أيضاً قطعة من القماش تغطي رؤوسهن، وتزيّنها خيوط ذهبية على الأطراف، وعادة يكون لونه أسود، بالإضافة إلى التقلّد بالحليّ الخليجية.


أما الأولاد، فيرتدون عادة الأثواب الجديدة، ويضعون على رؤوسهم "القحفية"، وهي عبارة عن طاقية مطرّزة يرتديها الأولاد في الخليج، وقد يرتدون كذلك "السديري" المطرّز.

وأمضى آلاف الزوار من المواطنين والمقيمين من مختلف الجنسيات والفئات والأعمار، أوقاتاً ممتعة أثناء تجولهم في أرجاء وأروقة كتارا، وقد عاش الأطفال فرحة الهدية إذ تمّ تخصيص عدد من النقاط لتوزيع الهدايا وهو ما تفاعل معه الأطفال بالكثير من البهجة، ليتنافسوا في ملء ما تسلموه من أكياس في مشهد يستحضر صورة الأولاد والبنات وهم يتجولون في "الفريج القديم" ويدقون أبواب المنازل مهللين مغنين (قرنقعوه قرقاعوه..) ليستبشروا بما يغدقه عليهم الكبار من هدايا تتمثل في مكسرات وحلوى متنوعة.

كما طاف الأطفال، أمس الأربعاء، بعض شوارع العاصمة القطرية الدوحة، من بعد صلاة المغرب يطرقون أبواب الجيران في الحي، حاملين في أيديهم أكياساً فارغة من القماش، ليعودوا إلى منازلهم وقد جمعوا كافة أنواع المكسّرات والحلوى فيها.

وكان الاحتفال بهذه الليلة يتّسم بالبساطة والمحلّية، إذ كانت الأسر تكتفي بشراء المكسرات والحلويات اللازمة لتوزيعها على أطفال الأسرة، وخياطة الملابس والأكياس للأطفال، أمّا اليوم فتقوم مؤسسات تجارية وجمعيات خيرية بالاحتفالات الواسعة، ترافقها التغطية الإعلامية للحدث الخليجي الذي يراد به الإضاءة على التراث والتقاليد المتوارثة.

وباتت تواكب هذه المناسبة نشاطات ترفيهية أخرى، منها نقش الحنّة على أكفّ البنات وتلوين الوجوه والألعاب الشعبية الخليجية وتوزيع الحلويات والمأكولات الشعبية الخليجية من لقيمات وهريس ومجبوس.

اقرأ أيضاً: قرقاعون أطفال البحرين

دلالات
المساهمون