هل الأقنعة ضرورية للحماية من فيروس كورونا؟

15 مارس 2020
الخوف يدفعها إلى ارتداء الكمامة (جون مور/ Getty)
+ الخط -
بعد انتشار فيروس كورونا الجديد في كل دول العالم تقريباً، بدأ تهافت الناس على شراء الأقنعة الطبية للوقاية، خصوصاً أنّ الدراسات أثبتت أنّ الفيروس ينتقل عبر الهواء، في حال عطس المصاب، إذ إنّ الفيروسات المتطايرة من العطس أو اللعاب تتسبب في انتقال العدوى. لكن إلى أي مدى يوصى باستخدام الأقنعة بالنسبة إلى الناس الذين لا يعانون من أعراض المرض؟

يشير تقرير صادر عن صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية بعنوان: "هل الأقنعة ضرورية للحماية من الفيروس التاجي؟" إلى أنّ السلطات المحليّة الفرنسية طالبت الذين يعانون أعراض كورونا بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية، منها ارتداء الأقنعة وغسل اليدين بانتظام. وبحسب البيانات الطبية، فإنّ اللعاب أو العطس من قبل شخص مريض من شأنه أن يؤدي إلى انتشار الإصابات. لذلك، لا بد من وضع القناع الطبي لتأمين الحماية. لكن ماذا بشأن الأشخاص الذين لا يعانون من أي عوارض أو لم يصابوا بالفيروس؟

تقول الصحيفة إنّ "الأقنعة الطبية التي تغطّي الفم والأنف والذقن، مصنوعة من مواد تقلّل من انتشار الميكروبات عن طريق الهواء. لذلك، عندما يسعل المريض أو يعطس، يتم حبس القطرات المنبعثة المليئة بالفيروسات في الداخل، ويكمن الهدف منها تقليل انبعاث القطرات المعدية من مرتديها من أجل حماية منْ حوله. لكن بالنسبة إلى الناس الذين لا يعانون من الأمراض، أو الذين لا يقدمون الرعاية الطبية، فإنّ ارتداء القناع لا معنى له".

ويؤكّد هذه الفرضيّة الدكتور هيرفيه بلانشارد، منسّق الإدارة الإقليمية للطوارئ والإنذارات الصحية في مركز الدعم للوقاية من الالتهابات المرتبطة بالرعاية الصحية الفرنسية CPIAS. ويقول إنّ "هذا النوع من القناع يؤمّن الحماية للمهنيين الصحيين والمسؤولين عن الإسعافات الأولية أو المسؤولين عن النقل الطبي، الذين يتعرضون مباشرة للمرضى المحتملين طوال اليوم، لكن إن لم تكن لديك أعراض، وأنت لست مقدم رعاية، فإن ارتداء قناع ليس له فائدة".

ويتّفق بلانشارد مع خبير الصحة في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي إريك تونر، الذي قال لموقع "بيزنس إنسايدر" بتاريخ 26 فبراير/ شباط الماضي، إنه "من غير المحتمل أن تكون الأقنعة فعالة للغاية في منع انتشار الفيروس".


الأقنعة الطبية

"ارتداء القناع أمر ضروري فقط للأشخاص الذين هم على اتصال وثيق مع شخص مصاب". بهذه العبارة أشارت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في تقرير نشر في 14 مارس/ آذار الحالي إلى أنّ قناع الوجه أمر ضروري فقط للأشخاص الذين يعانون من المرض، أو الذين لديهم اتصال وثيق بالمرضى. وبحسب التقرير المنشور بعنوان: "هل يمكن لقناع الوجه أن يوقف الفيروس التاجي؟"، فإنه من المحتمل ألا تُحدث الأقنعة فرقاً كبيراً إذا كان الشخص قد وضعها أثناء التجول في المدينة أو في الحافلة. لذلك ليست هناك حاجة لشراء كميات ضخمة منها". كذلك أشار التقرير إلى أن العاملين بالرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية يضعون القناع الطبي، كونهم على اتصال وثيق مع المرضى. أما بالنسبة إلى باقي الناس، فلا داعي لوضع الأقنعة. 

وفي الإجراءات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية للوقاية من المرض على موقعها الرسمي فإنه إذا كان الإنسان في صحة جيدة، فلا داعي لوضع القناع. لذلك فقط الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بكورونا عليهم وضع القناع.

من جهتها، تشير ميريان بوسلاما، خبيرة المخاطر البيولوجية في المعهد الوطني للأبحاث والأمن (INRS)، استناداً إلى تقرير صيحفة "لوفيغارو" الفرنسية، إلى أنّ موظفي المستشفيات عليهم ارتداء قناع FFP2، وهو نوع متطور من الأقنعة الطبية، لحماية أنفسهم من التعرض للعدوى، كون هذه الأقنعة لا تسمح بدخول الجسميات الفيروسية الصغيرة. وتنصح بوسلاما بضرورة اقتناء هذا النوع من الأقنعة في المستشفيات ودور الرعاية، لتأمين أقصى حد من العناية للممرضين والعاملين في الحقل الطبي. 

دلالات
المساهمون