سباق ألماني أميركي لتطوير لقاح ضد كورونا

15 مارس 2020
إجراءات في ألمانيا لمكافحة كورونا (أود أندرسون/فرانس برس)
+ الخط -
لعلّ أخطر ما في فيروس كورونا الجديد الذي تحوّل إلى وباء عالمي، بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، عدم توافر دواء له أو لقاح حتى الآن، وهو ما يشغل كلّ وقت الباحثين والمختبرات والدول حول العالم، وجهدهم وإمكاناتهم، فيما تسجل نقاط أمل في هذا الاتجاه يوماً بعد يوم.

في هذا الإطار، ثمّة تنافس ألماني ــ أميركي يتعلّق بشركة ألمانية تطور لقاحاً ضد فيروس كورونا، إذ تحاول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إغراء العاملين بالشركة بمبالغ مالية للانتقال إلى الولايات المتحدة وبالتالي الحصول على اللقاح بشكل حصري.
وبحسب صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية، فإن إدارة ترامب تحاول جذب العاملين في شركة CureVac التي تتخذ من مدينة توبنغن الألمانية مقراً لها، إلى أراضيها من خلال دفع مبالغ مالية ضخمة وتأمين اللقاح للولايات المتحدة بشكل حصري.
وتنقل الصحيفة عن الدوائر الحكومية الألمانية أن ترامب يقوم بكل ما هو ممكن من أجل الحصول على اللقاح "للولايات المتحدة الأميركية فقط". وأكد متحدث باسم وزارة الصحة الألمانية للصحيفة أن هناك "اهتماما كبيرا للغاية" بتطوير لقاحات ومواد فعالة ضد فيروس كورونا الجديد في ألمانيا وأوروبا، مضيفاً أن الحكومة الألمانية على تواصل مكثف مع شركة CureVac. في المقابل، تحاول برلين إبقاء الشركة في ألمانيا من خلال العروض المالية. أما الشركة نفسها فلم ترغب في التعليق على هذا التنافس.

وتعمل شركة CureVac للتكنولوجيا الحيوية على إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا الجديد (كوفيد ـ 19) منذ أسابيع عدة. في هذا الإطار، يقول المتحدث باسم الشركة تورستن شولر: "التوصل إلى هذا اللقاح على سلم أولوياتنا منذ يناير/ كانون الثاني الماضي"، مضيفاً أن الشركة واثقة من تقديم اللقاح حتى الصيف المقبل، حيث يمكن اختباره سريرياً بعد ذلك".

من جهة أخرى، طوّر باحثون هولنديون أول عقار يهاجم الفيروس الجديد، ويقوم على جسم مضاد أحادي النسيلة (نوع خاص من الجزئيات البروتينية ينتج في المختبر) ويفيد بالتعرف إلى البروتين الذي يعتمد عليه الفيروس لمهاجمة خلايا جهاز التنفس. وذكر الباحث شونيان وانغ، قائد فريق البحث في جامعة "أوتريخت" الهولندية أنّه من خلال الارتباط ببروتين سبايك الموجود على سطح الفيروس، يمنع الجسم المضاد وحيد النسيلة من ربط الخلايا، وبهذه الطريقة يصبح من المستحيل اختراق الفيروس لها لتتكاثر، مشيراً إلى أنّ فريق العلماء مقتنع بأنّ الأجسام المضادة لها إمكانات مهمة للعلاج والوقاية من الفيروس.

ووفقاً للدراسة التي أجراها الفريق الطبي عندما كان يعمل على تطوير جسم مضاد لمرض سارس، توصل العلماء إلى أنّ الأجسام المضادة للمرض الأول يمكن أن تمنع الثاني أيضاً، لكنّ الأمر من المتوقع أنّ يستغرق شهوراً قبل أن يتوافر الدواء لأنّه سيتعين اختباره للحصول على إجابات بشأن مدى سلامته وفعاليته، إذ يأمل الباحثون إقناع شركات الأدوية بتصنيع العقار الجديد، مؤكدين أنّ تطويره سيكون سريعاً.

المساهمون