هذه الشركات والجامعات حول العالم تطور لقاحاً لفيروس كورونا

17 مارس 2020
يتوقع تطوير لقاح كورونا خلال عام (أدريان دينيس/فرانس برس)
+ الخط -
تسعى مختبرات الأبحاث وشركات صناعة الأدوية في أنحاء العالم للتوصل إلى لقاحات وعلاجات لفيروس كورونا باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات، في ظل التفشي الواسع والسريع للفيروس الذي أصاب أكثر من 180 ألف شخص حتى الآن.

جامعة "إيه آند إم- تكساركانا" ــ تكساس

وقال بنجامين نيومان، عالم الفيروسات في جامعة "إيه آند إم- تكساركانا" في تكساس، إن فرص تحصين البشر ضد الوباء ليس أكيدة، إذ لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي لقاح فعال تماماً لأي فيروس من عائلة كورونا. وأضاف: "ستجرى تجارب كثيرة، وترتكب أخطاء كثيرة، لكن لدينا الكثير من الخيارات".
وأعلنت روسيا، الثلاثاء، أنها بدأت اختبار لقاح على الحيوانات ضد فيروس كورونا، وتأمل بالتوصل إلى نماذج أولى واعدة في يونيو/ حزيران. كذلك أورد تقرير في صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي أن الصين أجازت إجراء التجارب السريرية على أول لقاح تطوره لمحاربة فيروس كورونا.
وحضّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العلماء وشركات الأدوية على تسريع عملية تطوير لقاح، لكن الخبراء يقولون إن قيوداً أساسية قد لا تترك هامشاً كبيراً للتحرك. وكتب إتش. هولدن ثورب، رئيس تحرير مجلة "ساينس"، رداً على دعوات الرئيس: "يجب أن يكون للقاح أساس علمي أساسي. يجب أن يكون قابلاً للتصنيع. يجب أن يكون آمناً. قد يستغرق هذا الأمر عاماً ونصف العام أو أكثر من ذلك بكثير".
وأضاف: "المسؤولون في قطاع صناعة الأدوية يملكون كل المحفزات للتوصل إلى لقاح بسرعة، فهم سيبيعونه في النهاية، لكنهم يعرفون أيضاً أنه لا يمكنهم خرق قوانين الطبيعة لإنتاجه". وتمول الولايات المتحدة العديد من شركات صناعة الأدوية من خلال وزارة الصحة والمعاهد الوطنية للصحة.

"الائتلاف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة"

 كذلك يساعد "الائتلاف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة"، وهي منظمة عالمية مقرها في أوسلو، على تمويل عدد من الشركات ومعظمها من الشركاء الأصغر حجماً الذين يفتقرون إلى القدرة على الإنتاج بكميات ضخمة. وقد وفّر حتى الآن نحو 24 مليون دولار.

شركة جلعاد للعلوم

من بين كل الأدوية المرتبطة بالفيروس الذي يسبب وباء كوفيد 19، قد يكون لقاح "ريمديزفير" من صنع شركة جلعاد للعلوم هو الأقرب ليطرح في الأسواق. وهو ليس جديداً بل تم تطويره لمحاربة الفيروسات الأخرى، بما في ذلك إيبولا (ثبت أنه غير فعال) ولم تتم الموافقة عليه بعد لأي وباء.
ومع ذلك، فقد أظهر "ريمديزفير" نتائج مبكرة واعدة في معالجة بعض مرضى فيروس كورونا في الصين، وفقاً للأطباء، والشركة تمضي قدماً في التجارب السريرية النهائية في آسيا (المعروفة بـ"المرحلة 3").
المعاهد الوطنية الأميركية للصحة 

وقال أنطوني فاوسي، من المعاهد الوطنية الأميركية للصحة وأحد كبار العلماء الحكوميين الذين يشرفون على الاستجابة لفيروس كورونا، إنه قد يكون متاحاً خلال "الأشهر القليلة المقبلة". وأوضح المسؤول في منظمة الصحة العالمية، بروس أيلوارد، خلال مؤتمر صحافي عقد أخيراً في الصين، أن "ثمة عقاراً واحداً فقط نعتقد أنه قد تكون له فعالية حقيقية، وهو ريمديزفير".
ويطرأ تغيير على ريمديزفير داخل جسم الإنسان ليصبح مشابهاً لواحدة من أربع كتل للحمض النووي تسمى نوكليوتيدات. وقال نيومان إنه عندما تنسخ الفيروسات نفسها، تقوم بذلك "بسرعة وبشكل عشوائي"، ما يعني أنها قد تدمج هذا اللقاح في بنيتها، علماً أن الخلايا البشرية التي تكون أكثر سرعة، لا ترتكب الخطأ نفسه. وإذا اندمج الفيروس مع اللقاح، فإن الدواء يضيف تحولات يمكن أن تقضي على الفيروس.

جامعة تكساس في أوستن

وخلال أسابيع من كشف باحثين صينيين عن الفيروس، تمكن فريق من جامعة تكساس في أوستن من إنشاء نموذج طبق الأصل لبروتينته الخبيثة، وهي الجزء الذي يتشبث بالخلايا البشرية ويلحق الضرر بها، وتصويرها باستخدام مجهر إلكتروني مبرد.
ويشكل هذا النموذج الآن أساساً للقاح محتمل لأنه قد يثير استجابة مناعية في جسم الإنسان دون التسبب في ضرر، وهي الطريقة الكلاسيكية لتطوير اللقاحات على أساس مبادئ تعود إلى لقاح الجدري في عام 1796.

"موديرنا"

وتعمل المعاهد الوطنية للصحة مع "موديرنا"، وهي شركة جديدة تأسست في عام 2010، لصنع لقاح باستخدام المعلومات الوراثية للبروتين لزراعته داخل أنسجة العضلات البشرية بدلاً من حقنه فيها. وتخزن هذه المعلومات في مادة عابرة وسيطة تسمى "آر ان إيه مسنجر" تنقل الشيفرة الوراثية من الحمض النووي إلى الخلايا.
وقد بدأت تجربة اللقاح البشرية الأولى في 16 مارس/ آذار، بعدما أثبت فعاليته لدى الفئران. وإذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يكون اللقاح متاحاً في السوق في غضون عام ونصف العام تقريباً، وجاهزاً في حال استمرار تفشي فيروس كورونا حتى موسم الإنفلونزا المقبل.

 "ريجينيرن"

طورت شركة ريجينيرن العام الماضي دواء يحقن في الأوردة أظهر زيادة كبيرة في معدلات البقاء على قيد الحياة بين المصابين بفيروس إيبولا باستخدام ما يعرف باسم "مضادات حيوية وحيدة النسيلة". وللقيام بذلك، قام العلماء بتعديل الفئران وراثياً لمنحها أجهزة مناعة مشابهة للإنسان.
وقال كريستوس كيراتسوس، نائب رئيس الأبحاث في الشركة، إنه تم تعريض الفئران لفيروسات أو لأشكال مخففة منها لإنتاج مضادات حيوية بشرية. وعزلت هذه المضادات الحيوية وفحصت للعثور على الأكثر فعالية بينها لتزرع في المختبرات وتنقى وتعطى للإنسان عن طريق الوريد.
وأضاف كيراتسوس "إذا سار كل شيء كما هو مخطط، يجب أن نعرف ما هي أفضل المضادات الحيوية خلال الأسابيع القليلة المقبلة" مع بدء التجارب البشرية بحلول الصيف.
ويمكن أن يعمل الدواء كعلاج ولقاح إذا أعطي للأشخاص قبل تعرضهم للفيروس رغم أن تأثيره سيكون موقتاً. ويمكن أن يساعد هذا الأمر في مكافحة التهاب الرئة الحاد الناتج عن الإصابة بوباء كوفيد 19، وبمعنى آخر، قد يحارب أحد الأعراض بدلاً من محاربة الفيروس.

شركة الأدوية الفرنسية "سانوفي"

تتعاون شركة الأدوية الفرنسية "سانوفي" مع حكومة الولايات المتحدة لاستخدام ما يسمى "منصة الحمض النووي المؤتلف" لإنتاج لقاح محتمل. وتتيح هذه الطريقة أخذ الحمض النووي للفيروس ودمجه مع الحمض النووي لفيروس غير ضار، ما يحدث وهماً قد يثير استجابة مناعية، ويمكن بعد ذلك زيادة المستضدات التي ينتجها.
وهذه التكنولوجيا هي أساس لقاح الإنفلونزا الذي طورته سانوفي، ويعتقد أن موقعها جيد في هذا السباق بسبب لقاح سارس الذي ابتكرته ووفر حماية جزئية لدى الحيوانات. توقع ديفيد لوي، رئيس قسم تطوير اللقاحات في الشركة، أن يكون هناك لقاح محتمل جاهز للاختبار في غضون ستة أشهر، وللاختبارات السريرية في غضون عام ونصف العام.
"إينوفيو فارماسوتيكل" الأميركية

عملت شركة إينوفيو فارماسوتيكل، وهي شركة أدوية أميركية أخرى، منذ تأسيسها في الثمانينيات على لقاحات الحمض النووي التي تعمل بطريقة مماثلة للقاحات الحمض النووي الريبي (آر ان إيه)، لكنها تعمل في حلقة سابقة من السلسلة.
وقال جيه جوزيف كيم، رئيس الشركة ومديرها التنفيذي في بيان: "نخطط لبدء التجارب السريرية البشرية في الولايات المتحدة في إبريل/نيسان، وبعد ذلك بوقت قصير في الصين وكوريا الجنوبية، حيث يؤثر تفشي الفيروس على نسبة كبيرة من الأشخاص. نخطط لتقديم مليون جرعة بنهاية العام بالموارد والقدرات الحالية التي نملكها".

تعاون "غلاكسو سميث كلاين" البريطانية وشركة صينية

وتعاونت شركة الأدوية البريطانية "غلاكسو سميث كلاين" مع شركة صينية للتكنولوجيا الحيوية لتقديم تقنية علاج مساعدة تتم خلالها إضافة علاج مساعد إلى بعض اللقاحات لتعزيز الاستجابة المناعية، وبالتالي توفير مناعة أقوى ولمدة أطول ضد الالتهابات مما يقدمه اللقاح وحده.

"كيور فاك" وجامعة كوينزلاند

وتعمل شركة "كيور فاك" مع جامعة كوينزلاند على لقاح للحمض النووي الريبي. وقد التقى الرئيس التنفيذي للشركة، دانيال مينيتشيلا، مع مسؤولين في البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر، وأعلن أن الشركة تتوقع أن تنتج نموذج لقاح في غضون بضعة أشهر.

"جونسون أند جونسون"

وتبحث شركة الأدوية الأميركية "جونسون أند جونسون" في استخدام بعض الأدوية الموجودة لديها لغير غرضها الأساسي لمعالجة أعراض المرضى المصابين بفيروس كورونا.

"فير" للتكنولوجيا ــ كاليفورنيا

وعزلت شركة "فير" للتكنولوجيا الحيوية ومقرها في كاليفورنيا، المضادات الحيوية من الناجين من فيروس سارس، وتتطلع إلى معرفة ما إذا كان بإمكانها استخدامها لمعالجة فيروس كورونا.


(فرانس برس)
المساهمون