السرطان يهدد فنيي الأشعة الفلسطينيين

16 سبتمبر 2014
تحذير (نور حميدان/ العربي الجديد)
+ الخط -
"إنّها غرف الموت" يقول أحد فنيي الأشعة في "مجمع فلسطين الطبي" في رام الله، بالضفة الغربية. يشعر هؤلاء بالحيرة، اليوم، بعد إصابة ثلاثة من زملائهم بالسرطان.

ولا يخفي الفنيون خشيتهم من أن يكونوا الضحايا المقبلين للمرض. فيطلبون تدارك الأمر سريعاً، وتطوير الأجهزة الموجودة، وتقليص سنوات الخدمة.

في المقابل، لا تفصح وزارة الصحة ونقابة فنيي التصوير، عن أسماء المصابين. وتكتفي بالإشارة إليهم بالرموز حفاظاً على خصوصيتهم.

وفي هذا الإطار، يؤكد نقيب فنيي التصوير الطبي منصور غانم، أنّ ثلاث إصابات بالسرطان تم توثيقها في الأشهر الستة الماضية، ضمن العاملين في مجال التصوير الطبي في مستشفى حكومي. كما أكد أنّ هنالك أربع إصابات أخرى بالمرض في مستشفيات خاصة. وأشار إلى توثيق أربع حالات وفاة بالسرطان، بين العاملين، في السنوات الأخيرة.

من جانبه، أعلن وزير الصحة جواد عواد، أنّ وزارته تعمل على تأمين السلامة للعاملين في مجال الأشعة. كما تعهد بتحقيق الأمن الوظيفي والسلامة المهنية، واتخاذ كلّ الإجراءات اللازمة، لتصويب العمل في هذه المهنة.

بين القديم والحديث
يقول فني التصوير بالأشعة في "مستشفى رفيديا الجراحي الحكومي"، أديب نصاصرة إنّ بعض المستشفيات بدأت باستخدام أجهزة الديجيتال الحديثة، فيما ما زالت تقنية التحميض هي السائدة في المستشفيات الحكومية. وهذه الأخيرة تترافق مع رائحة كريهة، ومواد كيميائية تعرّض العاملين في التصوير لخطرها.

وعن العمر الإفتراضي للأجهزة يقول نصاصرة إنّ "أقصى حدّ لها هو 10 سنوات بحسب المعايير العالمية، لكن في مستشفياتنا، الكثير منها، تجاوز هذا العمر وخرج عن نطاق الخدمة، ومع ذلك ما زلنا نستخدمه".

أما بخصوص العاملين في هذا المجال، فيقول نصاصرة إنّ "الحد الأقصى للعمل في باقي العالم، هو 15 عاماً، ليحال الفني إلى التقاعد، وينال مستحقاته". ويردف: "لكن في فلسطين تخضع المهنة لقانون العمل الفلسطيني، ولا يتقاعد العامل فيها إلاّ بعد وصوله إلى سن 60 عاماً، دون اعتبار لعدد السنوات التي أمضاها في غرفة الأشعة".

من جهته، يقول فني الأشعة حسن حمارشة الذي يعمل في مستشفى خاص، إنّ عمله يعتمد على نظام الديجيتال الآمن. لكنّه يتحدث عن عمله سابقاً بالأجهزة التقليدية، فيقول: "عملت طوال 25 عاما، قبل أجهزة الديجيتال، وأعلم تماماً وضع الأجهزة التي لا تخضع لصيانة دورية، ولا تخرج من الخدمة بانتهاء عمرها الافتراضي".
المساهمون