"يونيسيف": الخطر يتهدد 7009 أطفال أبحروا من أفريقيا

15 يونيو 2016
مهاجرون قاصرون في جزيرة صقلية (فيسبوك)
+ الخط -
ذكر تقرير لمنظمة "يونيسيف"، أن تسعة من بين 10 أطفال لاجئين أو مهاجرين عبروا إيطاليا هذا العام في أوروبا، غير مصحوبين بأحد من ذويهم، محذراً من ارتفاع مخاطر العنف والاستغلال والموت التي تواجههم.

وأوضحت سارة كروو، المتحدثة باسم المنظمة في جنيف، أمس، أن هؤلاء المراهقين اضطروا إلى ممارسة الدعارة، كما تم استغلالهم والاتجار بهم في كل خطوة على طريقهم نحو أوروبا.

وأضافت "هؤلاء الأطفال يعتمدون بشكل عام على المهربين وعلى نظام معروف بـ"الدفع خلال السفر" يعرضهم للاستغلال. العديد منهم كما تعلمون لا ينجون من الرحلة. والذين يبقون أحياء، يختفون غالباً في مجال العمل القسري والدعارة أو الاعتقال".

وأفادت "يونيسيف" في التقرير، الذي حمل عنوان "خطر يكمن في كل خطوة على الطريق"، ونشرته أمس، بأن 7009 أطفال غير مصحوبين بذويهم عبروا خلال الخمسة أشهر الأولى هذا العام من شمال أفريقيا إلى إيطاليا، أي أن العدد تضاعف مقارنة بما كان عليه العام الماضي.

كما سُجلت 2809 حالات وفاة في البحر المتوسط بين 1 يناير/كانون الثاني و5 يونيو/حزيران 2016، مقارنة بنحو 3770 حالة العام الماضي بأكمله، توفي معظمهم على طريق البحر المتوسط، والكثير منهم كانوا أطفالا.

وذكرت كروو أن معظم الأطفال الذين التقاهم فريق "يونيسيف" في صقلية هم من اليافعين القادمين في المقام الأول من أفريقيا جنوب الصحراء.

ولفتت إلى شهادات بعضهم، منها "شهادة فتاة صغيرة تعرضت للإساءة من قبل بوكو حرام، كانت تلوذ بالفرار لتنجو بحياتها. وهناك صبيان من غامبيا يبحثون ببساطة عن حياة أفضل. إذاً هناك أسباب مختلفة تدفع بهؤلاء الأطفال إلى الشروع في هذه الرحلة. وهناك حاجة للمزيد من التحليل".

ويقول آيمامو (16 عاماً) عن المزرعة التي عمل فيها مع أخيه التوأم في ليبيا مدة شهرين ليدفعا للمهربين: "إن حاولت أن تهرب يطلقون عليك النار، وإن توقفت عن العمل يضربونك، كان الأمر كتجارة العبيد تماما". ويضيف: "مرة استرحت لخمس دقائق فانهال عليّ رجل ضرباً بالعصا. وبعد انتهاء العمل يحبسونك في الداخل".

كما يتعرض بعض هؤلاء الأطفال للاستغلال والعنف الجنسي، وصرح أخصائي اجتماعي لـ"يونيسيف" بأن الأولاد والبنات يتعرضون للاعتداء الجنسي على حد سواء، ويجبرون على الانخراط في أعمال الدعارة وهم في ليبيا، حتى إن بعض الفتيات وصلن إلى إيطاليا وهن حوامل نتيجة تعرضهن للاغتصاب.


وفي هذا الصدد، اعتبرت ماري بيير بوارير، منسقة المنظمة الخاصة بأزمة اللاجئين والمهاجرين في أوروبا "إنه وضع يائس يلفه الصمت. هؤلاء الأطفال بعيدون عن أعيننا، لذا لا يحظون بأي اهتمام. ولكن الآلاف منهم يواجهون الخطر كل يوم، ومئات الآلاف منهم مستعدون للمخاطرة بكل شيء".

وأضافت "علينا بذل جهود مطردة لحماية هؤلاء الأطفال من جميع أشكال العنف والاستغلال على يد أولئك الذين يستفيدون من الوضع ويستغلون أحلامهم".

وأشارت إلى أن رسالة "يونيسيف" عبر التقرير، هي أنه مهما كان السبب الذي يدفع بهؤلاء الأطفال إلى ترك بلادهم، وبغض النظر عن المكان الذي يأتون منه، فإنه يحق لهم الحماية، فهم مازالوا أطفالاً.

وشدد التقرير على أهمية أن تقوم جميع الدول، التي يغادرونها والتي يعبرون من خلالها والتي يلتمسون اللجوء إليها، بحماية هؤلاء الأطفال.

وبحسب "يونيسيف"، هناك أكثر من 235 ألف مهاجر في ليبيا حالياً، 10 آلاف منهم هم أطفال غير مصحوبين بذويهم.
المساهمون