أن تكون موسيقيّاً أصمّاً

12 سبتمبر 2014
الموسيقى لا تتعلق فقط بالسمع (نك تينينكو/Getty)
+ الخط -
يروي الموسيقي روبي وايلد، قصته الغريبة، لمجلة "ريدرز دايجست". فالشاب، الذي يبلغ من العمر 28 عاماً، يؤلف الموسيقى ويلعبها في النوادي الأميركية، كمنسّق (دي جي)، على الرغم من أنّه شخص أصمّ.

ولد وايلد في إنكلترا بسمع كامل. لكنّه عام 1990، في الخامسة من عمره، انتقل مع عائلته إلى الولايات المتحدة. وهناك بدأت سلسلة من الإصابات في أذنيه. وبما أنّ العائلة لم تكن تملك أيّ تأمين صحي، لم تتمكن من دفع تكاليف علاجه. بعدها أصيب وايلد بصمم كامل في أذنه اليمنى. أما أذنه اليسرى فتدنت نسبة السمع فيها إلى 20 بالمئة اليوم، رغم توقع الأطباء لما هو أسوأ.

يقول الفنان الشاب إنّه تأثر بوالده، الذي عمل كمنسّق موسيقى أيضاً، فكان منزل الطفولة يصدح، على الدوام، بأغاني لد زيبلين، وميتاليكا، وبوب مارلي، ومايكل جاكسون. وفي عيد ميلاده الثامن عشر، طلب منه والده أن ينسّق الأغاني بنفسه، في مطعم العائلة. عندها بدأ حلمه الكبير، وسعيه لتعلّم المزيد.

لكنّ نقلته الكبيرة، تلك، كانت بعمر 25 عاماً، عندما بعث برسالة إلى منسّق الموسيقى المعروف، شيفتي. سأله فيها: "أعلم أنّك تحب التحدّيات، فما رأيك بتعليم شخص أصمّ تنسيق الموسيقى؟". وفي اليوم التالي، ردّ شيفتي: "التحدي مقبول".

أمضى وايلد فترة يتدرب مع شيفتي، وتعلّم منه تطوير تقنية خاصة. وبعد تدريبات لأربع ساعات يومياً، اعتاد تلك التقنية، وباتت "ذاكرته العضلية" تؤدي الوظيفة الأكبر في تنسيق الأغاني اليوم.

أما عن بداياته كمنسّق محترف في النوادي، فيروي أنّه لم يكن يخبر المدراء المتعاقدين معه انّه أصمّ، ليفاجأوا بعدها بذلك، بخاصة مع تميّزه. فكان السعي إليه ناشئاً من موهبته، لا من التعاطف معه، أو الشفقة عليه. ومع الوقت، وجدت الشهرة طريقها إليه، وصار الناس يشيرون إليه بعبارة "ذلك المنسّق الأصم".

تقنية وايلد تعتمد على الـ20 بالمئة المتبقية من سمع أذنه اليسرى. فيضع مكبّر صوت من جهتها. أما المكبرات التي تلعب الـ"باس"، فيضعها على الأرض، ويشعر بنبضها، حتى الضعيف منها، عبر قدميه. ومن خلال الجمهور وتفاعله، يمكنه أن يقيس حرارة الأغنية التي يقدمها.

ويدعو وايلد الجميع إلى هذه التجربة، عبر تغطية آذانهم والشعور بالموسيقى بكلّ حاسة من حواسهم. فهو يقول إنّ الموسيقى لا تتعلق فقط بالسمع.
المساهمون