انطلقت في الدنمارك أمس الاثنين مبادرة تربوية اجتماعية، بمشاركة 146 ألف طفل لتنظيف الطبيعة مما يخلفه الناس من أوساخ فيها، تمتد حتى يوم الجمعة المقبل.
هذه المبادرة السنوية المجتمعية التي أطلقت عام 2006 في عموم البلد، تختتم بمشاركة شعبية عامة لتنظيف الغابات يوم الأحد المقبل، كما هي العادة سنوياً استعداداً لقدوم الربيع والحفاظ على نظافة البلد، بمشاركة جماعية في التنظيف وجمع المخلفات.
ومن غرائب ما يظهر للمشاركين أثناء تنظيف الطبيعة وجود خزائن نقود مسروقة مرمية في الغابات، وبقايا خراطيش الصيد وملابس، ولكن أكثر ما يزعج الأطفال الذين تحدثوا مع بدء الحملة إلى القناة التلفزيونية "وجود أعقاب السجائر".
وتحولت حملة تنظيف الطبيعة إلى ما يشبه "تقليدا" في البلد، تهدف إلى إشراك الشعب وبث الوعي لدى الأجيال.
وبحسب وزير البيئة والغذاء الدنماركي، ياكوب المان يانسن، الذي شمر عن ساعديه وأطلق من الحديقة النباتية في مدينة آرهوس الحملة الشعبية السنوية أمس الأحد، كونها ترسخ لدى المواطنين "ضرورة الحفاظ على نظافة البيئة، الأمر الذي نقوم به بطريقتين: أن ننظف مخلفاتنا، وأن نتوقف عن توسيخ بيئتنا وطبيعتنا".
ويتجاوز الوعي بالبيئة ونظافة الطبيعة لدى هؤلاء الأطفال حدود بلدهم، فهم يشاركون في الحملة ويجمعون التبرعات للحفاظ على الغابات المطيرة حول العالم.
وشهد العام الماضي جمع 173 ألف كلغ من المخلفات البشرية، ومن بينها أعقاب السجائر. ورغم ذلك تظن رئيسة مؤسسة حماية الطبيعة الدنماركية، ماريا غيردينغ، أن "مؤشرات العام الحالي لا تفيد بأن كميات القمامة كانت أقل في الطبيعة"، وهي التقديرات التي خرج بها منظمو الحملة خلال ساعة من انطلاقها في حديقة النبات في آرهوس.
ويبقى يوم الأحد المقبل فرصة لخروج الأسر في كل البلد نحو الغابات للقيام بالمهمة الجماعية بمشاركة الأطفال من كل الأعمار، وهي وسيلة تربوية يوليها القائمون على المبادرة الوطنية أهمية قصوى. وتوجه وزارة البيئة دائما مواطنيها بعدم رمي مخلفات من نوافذ السيارات لأنها تنتهي في الطبيعة وتتراكم في المساحات الخضراء.
ويقول وزير البيئة "الأمر بسيط جدا لا ترمي من النافذة، واجمعها في كيس داخل مركبتك وقم بإلقاء المخلفات في أقرب سلة قمامة تصادفك".