الطفل الروهينغي محمد شهيات يحاكي مأساة إيلان كردي

04 يناير 2017
الطفلان الغريقان... قصة الهروب من الاضطهاد(العربي الجديد)
+ الخط -



تأخر انتشار صورة الرضيع الغريق محمد شُهيات، من أقلية الروهينغا المسلمة، أثناء محاولة أسرته الهرب من بورما إلى بنغلادش خوفاً من الاضطهاد والقتل. هي صورة تعيد إلى الأذهان صورة الطفل السوري إيلان كردي الذي غرق أثناء رحلة الهرب بحراً من نيران الحرب في سورية.

قصة الطفل الروهينغي، محمد شُهيات، ابن الـ18 شهراً، تبدأ عندما قرر والده الفرار من إقليم راخين في بورما باتجاه بنغلاديش هرباً من العنف، وهي شبيهة بقصة إيلان الذي غرق مع أخيه ووالدته عندما قرر والده الهرب من جحيم الحرب في سورية في سبتمبر/أيلول 2015.

الفارق بين الصورتين أن غرق إيلان حرك الرأي العام العالمي حينها، في حين أن صورة محمد بقيت بعيدة عن الأنظار كما هو الحال بالنسبة للتعامل السياسي والإنساني مع قضية أقلية الروهينغا التي تتعرض لانتهاكات خطيرة وحرب إبادة، مع العلم أن حادث الغرق وقع في 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ونشرت صورة الطفل الغريق على موقع Rohingya vision يوم 23 ديسمبر الماضي. وأعادت "سي إن إن" نشرها، اليوم الأربعاء، مع حديث للوالد زافور شهيات، الذي قال: "أطلقت المروحيات النيران على قريتنا، والجنود أيضاً فتحوا النيران نحونا، لم نستطع البقاء في المنزل وتوارينا في الغابة".

ويؤكد زافور لقناة "سي إن إن" أن قريته "أحرقت بكاملها، واحترق جدي وجدتي حتى الموت، لم يبق لنا شيئاً فيها".

ويضيف "ركضت من قرية إلى قرية هرباً من الجنود. مشيت ستة أيام، لم آكل سوى الأرز خلال أربعة أيام منها، وكنت أغير مكاني باستمرار حتى لا يعثر الجنود عليّ".

وصل زافور إلى بنغلاديش بعد محاولته عبور نهر ناف، والتقطه صيادون واقتادوه عبر الحدود، بعدها اتفق مع أحد الملاحين على أن ينقل زوجته وطفليه، أكبرهما في الثالثة من عمره، كانوا بانتظاره عند الجانب الآخر من النهر.





ويشير بأسى إلى أن آخر محادثة هاتفية مع زوجته أجراها في الرابع من ديسمبر الماضي، وبعدها بساعات قليلة بدأت رحلة هرب العائلة عبر الحدود.

ويخبر أيضاً أن الجيش البورمي بدأ بإطلاق النار عندما شعر أن بعض الناس يحاولون العبور في النهر، وتسبب ذلك في صعود عدد كبير من الهاربين إلى القارب الذي حمل عددا يفوق قدرته، فغرق براكبيه.

ويقول زافور إنه يوم 5 ديسمبر/كانون الأول وصله خبر غرق أسرته، وأن شخصاً اتصل به وأرسل له صور ابنه الغريق عبر الهاتف.

قصة زافور وأسرته تتقاطع مع قصص نحو 34 ألف مسلم من الروهينغا هربوا من بورما نحو بنغلاديش خلال الأشهر الأخيرة، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

ويعلق زافور المتألم لوفاة أسرته على إعلان الحكومة الأسبوع الماضي أن تحقيقاً ستجريه عن وحشية الشرطة بعد فيديو جرى تداوله لضباط يتعرضون بالضرب المبرح والركل لقرويين من الروهينغا بالقول: "لم يتغير شيء". كما يصف اللجنة التي تشكلت برئاسة الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، للنظر في قضية الأقلية المسلمة بأنها "لجنة لخداع العالم، لأن الجيش يدفع الناس للخروج من القرى عندما يحين موعد زيارة اللجنة المذكورة".

ويتابع "كنا نظن أن وصول أونغ سان تشي إلى السلطة سيحسن أوضاعنا، لكن الاضطهاد لا يزال يلاحقنا، فالحلم مختلف عن الواقع".

وتمنى زافور أن يدرك العالم مأساتهم و"أن لا يعطي حكومة بورما الوقت، لأن الوقت يعني إبادة المزيد من مسلمي الروهينغا".

(العربي الجديد)

المساهمون