العراقيون يستعدون لمواجهة حرارة الصيف القادمة

15 مايو 2016
إقبال الناس على اقتناء المكيفات الهوائية (Getty)
+ الخط -

يستعد العراقيون مع دخول صيف 2016 لمواجهة موجة الحر الشديدة التي توقعت الهيئة العامة للأنواء الجوية وصولها إلى البلاد على غرار الموجة التي عصفت بالعراق خلال الأعوام الماضية خاصة عام 2015.

ولا تقل حرارة الصيف الشديدة عن حرارة الصواريخ والقنابل والسيارات المفخخة التي تفتك بالعراقيين كل يوم، وهم في حيرة من أمرهم لا يعرفون ما يصنعون في مواجهة كل ذلك، فكلما حل الصيف زادت حيرتهم وارتفعت مصاريفهم. يتوزعون بين من يوفر بعض المال لشراء الوقود اللازم لتشغيل مكيفات هواء منزلية صغيرة، وبين من يتجه لشراء بدائل الطاقة الأخرى كعاكسات التيار التي تعمل ببطاريات السيارات أو ألواح الطاقة الشمسية.

وتوقعت الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية من خلال تقرير لها ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة في العراق بدءاً من اليوم السبت والتي قد تصل ذروتها منتصف الأسبوع.

وبين التقرير أن "العراق يتأثر بمنخفض حراري موسمي بدءاً من اليوم السبت ترافقه كتلة هوائية ساخنة وجافة تشمل عموم البلاد ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها يوم 17 من الجاري".

ولفت إلى أن "من المتوقع أن تسجل درجات الحرارة العظمى في العراق معدلاً يبلغ (44.42) درجة مئوية في مناطق وسط وغرب و (38.36) درجة مئوية شمالي البلاد و (46.44) درجة مئوية في مناطق الجنوب .

وكانت درجات الحرارة ارتفعت إلى معدلات قياسية غير مسبوقة خلال عامي(2014-2015) وصلت في مناطق وسط وغرب وجنوب البلاد بين 55-65 درجة مئوية خاصة في مناطق الجنوب، وأسفرت عن وفاة عدد من الأشخاص والعديد من الأطفال، لا سيما في مخيمات النزوح.

ويحاول العراقيون أن يجدوا لهم بدائل لتبريد حرارة أجسامهم خلال الصيف من كل عام وسط الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي أصبح معضلة العصر بالنسبة لهم، فيقومون بنصب مرشات الماء "الدوش" في الشوارع والأسواق.

وتنشط تجارة المظلات الكبيرة ومبردات الهواء والمولدات الكهربائية المنزلية الصغيرة خلال هذا الفصل بشكل كبير مع الإقبال الشديد على شرائها من قبل أصحاب المحلات التجارية والمنازل والشركات.

لكن المتضرر الأكبر في البلاد هم النازحون في مخيمات النزوح التي أنشئت في مناطق صحراوية نائية دون أي إمكانيات أو مستلزمات حياتية للعام الثالث على التوالي من بدء رحلة النزوح القاسية.

وفي هذا الوقت يتوقع ناشطون اندلاع مظاهرات حاشدة مع دخول موجة الحرّ الشديدة، على غرار المظاهرات الحاشدة التي انطلقت في البلاد منتصف 2015، بسبب انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية وصلت في عدد من مناطق الجنوب إلى 65 درجة مئوية.

وما يجعل صيف العراق قاسياً على المواطنين فضلاً عن كل هذا، هو استمرار تذبذب وانقطاع التيار الكهربائي منذ 13 عاماً دون أن تجد الحكومات المتعاقبة حلاً، في وقت يطالب فيه المواطنون الحكومة العراقية بوضع حل جذري لهذه المشكلة.

وشهد العام الماضي وفاة أكثر من 60 عراقياً بينهم 52 طفلاً نازحاً بسبب موجة الحر الشديدة التي ضربت البلاد، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي والظروف القاسية التي يعشيها النازحون في المخيمات.

ويجد كبار السن والأطفال والمرضى صعوبة بالغة في مواجهة حر الصيف، في حين يكافح ذووهم لتوفير ما تيسر لهم من بدائل كوضع قطع كبيرة من القماش المبلل على الشبابيك لتبريد الهواء أو رش الخيام في مخيمات النزوح بالماء لتبريدها.

ونظراً لصعوبة الحصول على بدائل الطاقة، أعلنت وزارة الصناعة العراقية عن إنتاج نوع جديد من مبردات الهواء في البلاد تعمل بالطاقة الشمسية لسد بعض النقص في الطاقة الكهربائية للمواطنين خلال فصل الصيف.

وتواجه الحكومة العراقية ووزارة الكهرباء في البلاد انتقادات حادة واتهامات بالفساد في عقود تطوير محطات الطاقة الكهربائية، وتعتبر وزارة الكهرباء العراقية من أكثر الوزارات فساداً في البلاد بحسب مراقبين وناشطين، ما أسفر عن تعطيل العديد من مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق منذ 13 عاماً.

دلالات
المساهمون