الكشافة تستعد لمخيماتها الصيفية في الجزائر

11 يوليو 2016
عناصر من الكشافة الجزائرية (العربي الجديد)
+ الخط -

تستعد أفواج الكشافة في الجزائر لبدء مخيماتها الصيفية في الغابات القريبة من البحر، أو الانتقال إلى مخيمات في تونس، وهي المخيمات التي يستعيد فيها الكشفيون روح العمل الكشفي التطوعي والخدمة المدنية والسهرات الليلية والألعاب الكشفية المتميزة.

ويعترف كثيرون للكشافة الإسلامية الجزائرية التي ولدت في ثلاثينيات القرن الماضي، في فترة الاستعمار الفرنسي، أنها كانت المحضن الأول لكوادر ثورة التحرير؛ إذ انتمى إليها جيل كامل من قيادات الثورة، كالشهيد العربي بن مهيدي. وأسهمت لاحقاً في مرحلة الاستقلال في العمل التربوي والمدني لأجيال الاستقلال، خصوصاً وأنها تتميز بنظم تربوية خاصة تعرف بنظام المجموعات وتربية الطفل بالطفل.
وككل سنة، تخرّج المخيمات الصيفية أشبال الكشافة من المدينة إلى الطبيعة، وتضعه في مواجهة مسؤولياته في الحفاظ على البيئة والتعلم بالممارسة لجملة من القيم، كالاعتماد على النفس والعمل الجماعي وروح المجموعة، والتفكير والتدبر عبر ألعاب مختلفة يعمل فيها العقل، إضافة إلى الرحلات الخلوية التي يغادر فيها الكشافون المخيم لقاء يوم كامل خارجه، وفي مناطق بعيدة عنه، وبإمكانات بسيطة.
وتستهدف هذه الرحلات تعليم الكشافين التفكير في حلول لأية مشكلات قد تعترضهم، والاقتصاد وحسن التصرف والتدرب على تقديم الإسعافات الأولية، حتى العودة إلى المخيم، حيث يستكمل لقائه بالطبيعة. ويمد ناظره نحو تحقيق الطموح بالعمل. وتجعله هذه المخيمات في مواجهة ذات طعم طيب مع ثلاثية "الغابة والجبل والبحر". ويتمتع بقسط كبير من الراحة، بعد تعب سنة كاملة بين الدراسة والدورات الأسبوعية.
تعيد المخيمات الكشفية الصيفية الكثير من الحيوية والطاقة لمنتسبيها، بل وينتظرونها بشغف كبير، لما تمنح للآلاف منهم فرصة زيارة عديد المناطق الجزائرية. يقول القائد الكشفي، جمال بلخباز، من ولاية تيبازة، لـ"العربي الجديد "، إن المخيمات الكشفية فرصة مهمة ينتظرها الكشافون، تنمي فيهم روح المجموعة والمسؤولية وحب الاكتشاف، وتعطيهم الثقة في النفس، كما تمنحهم مساحة واسعة من الترحال بين الجبال والغابات والمدن والتعرف إلى مختلف مناطق البلاد، وزيارة المناطق السياحية والسباحة في الشواطئ.
"تعلمت من الكشافة أن أبلغ طموحاتي، وأقوم بتعليم كل ما خبرته في الكشافة من قيم ومبادىء وتجارب للأشبال اليوم"، هكذا يقول القائد الكشفي، أسامة ساسي، من الفوج الكشفي بحجوط بولاية تيبازة. ويضيف "نحضر لتنظيم المخيم، وسنكون سعداء بوجودنا في المخيم الصيفي، ونبذل كل ما في جهدنا لأجل نجاحه وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك".
واللافت أن الأفواج الكشفية في الجزائر، وبرغم جهدها التربوي الكبير، إلا أنها تحظى بدعم حكومي لا يناسب متطلباتها واحتياجاتها، ما يدفع الأفواج الكشفية إلى البحث عن دعم من أهل الخير والمؤسسات الخاصة، خصوصاً أن المخيمات تتطلب إمكانات كبيرة، إضافة إلى مساهمات الكشافين.
ورغم خصوصيتها التاريخية كأول منظمة شبابية تأسست في الجزائر قبل 70 سنة، ودورها الثوري والتربوي، إلا أن الكشافة الإسلامية في الجزائر، لم تكن خارج سياق التحولات الاجتماعية والسياسية، فقد كانت كبقية المنظمات عرضة للاستغلال السياسي والانقسام الداخلي لأسباب مختلفة، وهو ما كلفها غاليا وأضر بمصداقيتها وزعزع ثقة البعض فيها، وقلص مستوى الثقة المجتمعية التي كانت تحظى بها، ما أدى إلى تقلص حضورها الميداني، لكنها مع ذلك ما زالت أمل كثيرين من أجل ترسيخ العمل التطوعي والتربوي في الجزائر، وبناء جيل المستقبل.

المساهمون