والدٌ مصري يستغيث لإنقاذ طفله بعد خطأ طبي وسلسلة عمليات جراحية

02 مايو 2018
خطأ طبي يفاقم حالته الصحية (فيسبوك)
+ الخط -

أرسل والد الطفل المصري، أحمد النجار، البالغ من العمر أربعة أشهر، استغاثة عاجلة إلى وزير الصحة، أحمد عماد الدين، إثر مواجهة رضيعه حالة صحية حرجة تهدد حياته، نتيجة خطأ طبي وإهمال الطبيب، مطالباً بإنقاذ حياة طفله الوحيد، ومحاسبة الطبيب المسؤول عن الأخطاء التي أدت إلى تدهور حالته.

ووجّه والد الطفل رسالته للوزير عماد الدين، حيث صاغها لتتحدث بلسان طفله، جاء فيها: "وُلد في قرية فقيرة، ولم يكن والده وزيراً، أو حتى موظفا متوسط الدخل، لكنه عامل بسيط يعمل باليومية، مرة يجد عملاً، وعشر مرات لا يجد. لم يستطع أن يسرق أو ينهب مليارات الجنيهات"، متابعاً "أنا ممن يأكلون وجبة واحدة في اليوم، ليوفروا لمن نهبوا خيراتهم، وسرقوا أوطانهم".

وأضاف في استغاثته: "قدري يا وزير الصحة أنني ولدت في وطن بلا حرية، وطن بلا كرامة، وطن ليست فيه عدالة. يعيش حياة بلا روح، ويبحث عن السعادة فلا يجدها. ويتمنى الموت فلا يجده، لأنه ربما يجد الموت أهون عليه مما هو فيه بحثاً عن الراحة".

وتابع: "قدري يا وزير الصحة أنني في وطن لم يستطع أي نظام فيه أن يوفر حياة كريمة لوالدي، ولم يستطيع حكامه أن يوفروا لوالدي مرتباً محترماً يكفي حاجته، أو أن يطبقوا الحد الأدنى للأجور على والدي، لأنهم لا يجرؤون على تطبيق الحد الأقصى للأجور على أصدقائهم. أنا ممن يدفعون ضريبة فشل حكامهم، ويضحون بحياتهم، وسعادتهم، ويتقشفون من أجل أن يعيش من أفقروهم".

وروى والد الطفل تفاصيل القصة على لسان رضيعه قائلاً "بدأت القصة في يناير/كانون الثاني الماضي، وهو الشهر الذي ولدت فيه بعد انتظار والدي 17 عاماً. إنني طفله الوحيد. لكن يا وزير الصحة، أصابني بعض التعب، وذهب والدي بعد ولادتي بثمان وعشرين يوماً ليجري لي عملية (فتاق)، بعد تحويلي إلى مستشفى التأمين الصحي في محافظة الفيوم".

وتابع: "أجروا لي 4 عمليات في 40 يوماً، وما زلت أحتاج إلى عملية خامسة. فبعد ولادتي بأربعة أسابيع ذهب والدي بي إلى عيادة خاصة، وطلب الطبيب عمل أشعة، وبعد أن رآها شخص الحالة على أني في حاجة إلى إجراء عملية جراحية عاجلة (فتاق في الخصية اليسرى)، وحوّلنا إلى مستشفى حكومي عام".

وزاد: "وصلنا المستشفى في حدود الساعة السابعة مساءً، وانتظرنا حتى الحادية عشرة مساءً، من دون أن يسأل فينا مسؤول. وكنت أصرخ من الألم، وبعد ذلك كتب لي الأطباء تحويلاً إلى مستشفى أبو الريش، ولكن أطباء الامتياز الموجودين في المستشفى نصحوا والدي بعدم مغادرة المستشفى، لأن الحالة حرجة، ولا بد من إجراء الجراحة في أسرع وقت".

وتابعت الاستغاثة: "قرروا إجراء الجراحة في المستشفى، ولكنهم لم يجدوا طبيب تخدير، واتصل والدي بعضو البرلمان عن الدائرة، الذي تواصل معهم، وبالفعل وفروا طبيب تخدير. وعندما وصل الطبيب الذي من المفترض أن يجرى الجراحة نهَر الموجودين، وسألهم كيف تتركون طفلاً في هذه الحالة كل هذا الوقت؟!".

وأضافت الرسالة: "دخلت غرفة العمليات بعد أن وقّع والدي إقراراً بموافقته على إجراء العملية في حدود الساعة الواحدة صباحاً. وخرجت من غرفة العمليات، ونقلوني إلى الحضانة. ولكن يوماً بعد يوم، وحالتي تسوء، مع العلم أن الأطفال مثلي الذين أجروا الجراحة نفسها كانوا يخرجون بعدها بيومين أو ثلاثة أيام. وعندما سأل والدي الطبيب قال له: لن أستطيع أن أفيدك بشيء. سلموا أمركم لله، لأن الحالة صعبة".

وتساءلت الاستغاثة: "هل يعلم وزير الصحة أن الممرضات في المستشفى كنّ يقلن لوالدتي، التي كانت ترافقني في المستشفى، أخرجيه واذهبي به إلى مستشفى آخر، لأن العملية لم تنجح. وبالفعل خرج الرضيع من المستشفى، وذهب إلى مستشفيات أخرى، وحينها قالوا عد إلى الطبيب الذي أجرى العملية، كونه المسؤول عن الحالة".


وختمت بالقول: "لعلي أجد مكاناً يتم علاجي فيه، وأعيش طفولتي مثل باقي الأطفال، وأكون سنداً لوالدي العامل البسيط. لكن وزارة الصحة نشرت خبراً عن تحويلي إلى مستشفى أطفال مصر، وهذا لم يحدث. ذهبت إلى هذا المستشفى بناء على اتصال لوالدي من المكتب الإعلامي لوزارة الصحة، وحدد الأحد الماضي لإجراء العملية الخامسة، ولكن يا سيادة الوزير تم تأجيلها إلى الخميس المقبل. وما زال الألم يعصر جسمي، والجرح أصابه التعفن، ولا يستجب لي أحد!".

المساهمون