إسرائيل توسّع مسارات قطار القدس لتمزيق المدينة

06 يوليو 2015
تقتطع سكة القطارات أراضي فلسطينية واسعة
+ الخط -

صادقت لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية الاحتلال بالقدس، نهاية الأسبوع المنصرم، على مسار جديد لسكة القطار الخفيف، الذي يربط مركز القدس بالمستوطنات اليهودية شمال شرق المدينة المقدسة.

وقال مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في بيت الشرق، خليل تفكجي، لـ"العربي الجديد"، إن المسار الجديد لسكة القطار الخفيف يربط شمال القدس بجنوبها، كما يربط مستوطنة جيلو المقامة على أراضي بيت صفافا، جنوباً، بجبل المشارف شمال البلدة القديمة، مارّا بأحياء استيطانية بطول 19.6 كلم.

وشمل قرار اللجنة المصادقة على خط فرعي بطول 3 كم يصل إلى المنطقة الصناعية في مستوطنة "تلبيوت"، مع وجود دراسة لإضافة تفرع آخر يصل إلى مستوطنة المالحة غربي جنوب القدس.

ومن شأن هذه المسارات الجديدة والمتفرعة عن شبكة القطار الأم، أن تعزز من السيطرة الإسرائيلية على أحياء كاملة في المدينة المقدسة، كما يقول تفكجي، وذلك من خلال تفتيت تلك الأحياء جغرافياً، كما حدث في بلدة شعفاط شمال القدس، والتي قسمها جدار الفصل العنصري إلى نصفين، وألحق أضرارا اقتصادية على الحركة التجارية في البلدة.

وفاقم الجدار في شعفاط من حدة المواجهة في البلدة التي فقدت الجزء الأكبر من أراضيها لصالح المستوطنات اليهودية، وكان آخرها مخطط البناء الاستيطاني الجديد لمستوطنة "رامات شلومو"، والتي التهمت مئات الدونمات مما تبقى من أراضي البلدة.

ومن المقرر أن تتولى شركة ألستوم (Alstom)، وهي شركة فرنسية متعددة الجنسيات، إقامة المسارات الجديدة للقطار، بعد فوزها بالعطاء الذي طرحته الحكومة الإسرائيلية عام 2002، لإنشاء سكة حديدية للقطارات الخفيفة في القدس، بهدف ربط المستوطنات المقامة في القدس الغربية بتلك المقامة في الشطر الشرقي من المدينة.

ويعد المشروع واحدا من أهم المشاريع الاستيطانية التي تنفذها السلطات الإسرائيلية في مدينة القدس، لتعزيز الاستيطان فيها، واستمراراً للمشاريع الاستيطانية القاضية بتهويد المدينة.

وقال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحمور، لـ"العربي الجديد" إن "المشروع سيمكن الاحتلال الإسرائيلي من إقامة المزيد من المستوطنات وتوسيع القائم منها، وطمس تاريخ وجغرافية المدينة كمدينة عربية إسلامية، إضافة إلى مفاقمة مسارات القطار هذه من سوء الأوضاع الأمنية في الأحياء الفلسطينية".

ويبين أن تلك المسارات ومفاقمتها للوضع في القدس انعكس على الأمن الشخصي للمواطنين المقدسيين الذين كانوا، على مدى العامين الماضيين، ضحايا لعشرات الاعتداءات العنيفة من قبل حراس الأمن في هذا القطار، والذين لا يترددون في إطلاق النار على الفلسطينيين، كما حدث مع الشاب محمد السلايمة قبل نحو ثلاثة أشهر، حين أصيب بجروح خطيرة في حادثة إطلاق نار في الشيخ جراح.

اقرأ أيضا:قطار سياحي يسهّل اقتحام المستوطنين للأقصى

كما ترتبط المسارات الجديدة لهذا القطار داخل الحدود البلدية المصطنعة للقدس، بمخطط آخر لبناء خط القطار السريع بين تل أبيب والقدس، خارج تلك الحدود، ويلتهم مساحات واسعة من أراضي قرى شمال غرب القدس، حيث يعرج مسار سكة الحديد على أراض فلسطينية قرب بلدة بيت سوريك ومستوطنة "مفسيرت تسيون" المقامة على أراضي القدس، ويصادرها لاستخدامها كطرق للوصول إلى الأنفاق ولبناء الجسور.


ويلتهم المخطط أراضي تابعة لخمس قرى فلسطينية في منطقة القدس، عدا عن مصادرة عشرات الدونمات الأخرى من المنطقة الحرام في منطقة اللطرون، لصالح تسهيل حركة المستوطنين من بعض مستوطنات شمال وشمال غرب القدس إلى المدينة، وبين مستوطني القدس باتجاه مدينة تل أبيب ومطار (بن غوريون) الإسرائيلي.

ويشير الحموري في هذا الشأن، إلى مجموعة أخرى من المشاريع الاستيطانية التي تتداخل في غاياتها ومراميها ببعضها البعض، خاصة ما يتعلق منها بمشاريع التهويد في المنطقة المحيطة بالبلدة القديمة، والمسماة إسرائيليا بـ"الحوض المقدس"، ومنها: مشروع "كيدم" عند مدخل "واد حلوة" في سلوان، أو القطار المعلق جنوب البلدة القديمة، فوق منطقة وادي الربابة.

إضافة إلى مشاريع الحدائق الوطنية والتوراتية التي تهدد بالتهام مئات الدونمات من أراضي الفلسطينيين، كما حدث مؤخرا حين التف رئيس بلدية الاحتلال في القدس على قرار لمحكمة إسرائيلية يلغي مصادرة 600 دونم من أراضي العيسوية.

وأصدر رئيس بلدية الاحتلال قرارا آخر بالإعلان عن تلك الأراضي مناطق بساتين، مع الإبقاء على ملكيتها لأصحابها الفلسطينيين، الأمر الذي رفضه أصحاب الأراضي، ووصفوه بالخطوة المضللة.


اقرأ أيضا:إسرائيل تواصل مساعي تهويد القدس القديمة