ذكرت قناة "فوكس نيوز" أن الولايات المتحدة الأميركية شرعت، اليوم الاثنين، في مرحلة الاختبار الفعلي للقاح محتمل ضد فيروس كورونا المستجد، كوفيد 19، موضحة أن أول الاختبارات بدأ في مدينة سياتل وستليه أخرى كثيرة في الأيام القادمة.
وأفاد عميد المدرسة الوطنية للطب الاستوائي، البروفسيرو في معهد الطب بجامعة بايلور بيتر هوتيز، أنه جرى بالفعل تطوير لقاح محتمل ضد الفيروس ويجرى عليه أول الاختبارات الإكلينيكية في سياتل، مضيفاً أنه يجرى كذلك تطوير لقاحات أخرى سيتم الكشف عنها لاحقا.
وأكد هوتيز في تصريحه لـ"فوكس نيوز" أن المشكل مع اللقاحات أنه لا يمكن التسرع قبل التأكد من مدى سلامتها وعدم تشكيلها أي تهديد لصحة الإنسان، وكذا إثبات فعاليتها في القضاء على الفيروس. وتابع قائلاً، إن ذلك ما يتم العمل عليه حالياً، من خلال اختبار اللقاحات على أربعة أو خمسة متطوعين.
من جانب آخر، تطرق هوتيز إلى أن ما يمكن القيام به في الوقت الراهن لحماية من هم في الواجهة مع فيروس كورونا، وتحديداً العاملين في قطاع الصحة والمتدخلين الأوائل لدى تسجيل حالات إصابة بكورونا، يتمثل في الشروع، بدءاً من الآن، في إخضاعهم لعلاج بمضاد أجسام تم الحصول عليه من أشخاص تعافوا من الفيروس.
Facebook Post |
وأضاف أنه يمكن العمل في المختبرات على مضاعفة أعداد مضادات الأجسام، وتقديمها في جرعات صغيرة لعمال الصحة والمتدخلين للمساعدة في وقايتهم من خطر انتقال عدوى الفيروس إليهم، مؤكداً أنه يمكن استعمالها كذلك كعلاج.
ورداً على سؤال "فوكس نيوز" بخصوص الجدول الزمني الذي يتوقعه لتطوير لقاح ضد كورونا، قال هوتيز إن التوقعات المتفائلة تشير إلى أن ذلك قد يحصل بعد سنة من الآن أو عام ونصف، مضيفاً أن الأمر الأساسي الذي ينبغي دائما أخذه في الحسبان هو عدم القيام بأي شيء قد يجعل الأمور تسوء أكثر.
Twitter Post
|
ومضى قائلاً إنه يجب دائما أن نستحضر أن الولايات المتحدة لديها أفضل مراكز الأبحاث والجامعات في العالم، متوقعاً ظهور ما لا يقل عن عشر تكنولوجيات لمقاومة كورونا، مبدياً في الآن نفسه تفاؤلا بظهور علاج في الأشهر القادمة.
أما فيما يتعلق بتحسن الأحوال الجوية وتأثير ذلك على انتشار فيروس كورونا، فقال هوتيز إنه يتمنى لو كان يعلم ذلك، موضحاً أن فيروسات أخرى من فصيلة كورونا موسمية، وتنشط أكثر في فصل الشتاء لتختفي تدريجيا في فصلي الربيع والصيف.
وأضاف أن كوفيد 19 فيروس ظهر حديثا ولم يمر عليه بعد موسم كامل، وأنه لا توجد حتى الآن مؤشرات يمكن من خلالها توقع كيف سيتطور، مشيراً إلى أن العلماء مختلفون بشأن ذلك ويضعون سيناريوهات مختلفة لتطور كورونا المستجد.
ودعا في هذا الصدد إلى الاعتماد على السيناريو الأسوأ، وهو عدم اختفاء الفيروس واستمراره رغم تحسن الأحوال الجوية.
وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة زيادة مواقع اختبار فيروس كورونا إلى نحو 2000 مختبر ذات تقنية وسرعة عالية في العديد من الولايات، في إطار إجراءات الحد من انتشار الفيروس.
وأعلن مساعد وزير الصحة للخدمات الإنسانية الأدميرال بريت جيروير، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض بحضور نائب الرئيس مايك بنس، أنه "ابتداء من الاثنين، سيبدأ 2000 مختبر تجاري في إجراء اختبارات الفيروس باستخدام الآلات والمعدات ذات السرعة والتقنية العالية التي يمكنها معالجة العديد من العينات دفعة واحدة".
وقال جيروير إنه "من المتوقع أن تتمكن هذه المختبرات من القيام بمئات الآلاف من الاختبارات أسبوعياً"، متوقعاً أن يكون نحو 1.9 مليون اختبار متاحة بحلول نهاية الأسبوع. "ستتمكن هذه المختبرات من فحص ما بين 2000 إلى 4000 شخص يومياً"، في حين أنه حتى الآن يتم إجراء الاختبار يدوياً، ولا يمكن للمختبرات إجراء سوى 40 إلى 60 اختباراً في اليوم.
وناشدت منسقة الاستجابة للفيروسات التاجية بالبيت الأبيض، ديبورا بيركس، المواطنين عدم السعي لإجراء الاختبارات ما لم تكن هناك أعراض، ولفتت إلى أنه "من المتوقع، مع زيادة الاختبارات في أرجاء الولايات المتحدة، أن يكون هناك ارتفاع في عدد الإصابات".
ويقول خبراء إن التأخر في تحديد الحالات ساعد على إخفاء انتشار الفيروس، وتباطؤ جهود وقف تفشيه. وسجلت الولايات المتحدة حتى الآن أكثر من 3 آلاف إصابة، فضلاً عن وفاة أكثر من 60 مصاباً.