النازح زهير أبو مصطفى يتحدث لـ"العربي الجديد" عن نزوحه من ريف حماة وصولا لريف إدلب، قائلا: "في بداية القصف على البلدة نزحنا نحو ريف معرة النعمان، بقينا هناك لعدة أيام تعرضت خلالها المنطقة للقصف أيضا، لم يكن أمامنا خيار آخر سوى التوجه للمنطقة الحدودية في قاح وأطمة بريف إدلب، أتينا بما نحمل من ملابس فقط، حتى الأغطية لم تكن لدينا، وهناك من يمتلك بعض الأغطية أو حصل على عوازل يجهزها لإقامة ما يشبه الخيمة تحت الأشجار".
ويتابع أبو مصطفى: "سعر الخيمة يتجاوز 150 دولارا، والذين نزحوا من مناطقهم لا يملكون سوى ما يشترون به طعامهم، بعض الأهالي ممن يمتلكون سيارات أخرجوا ما استطاعوا إخراجه من مؤن وأغطية وملابس، أما الغالبية خرجوا بما خف حمله فقط".
وتعاني حوالي 90 عائلة نازحة من ريف حماة الشمالي من أوضاع صعبة في مخيم الكسيبية بريف حلب الجنوبي، مع افتقار المخيم العشوائي للحاجيات الأساسية من ماء وغذاء.
ويؤكد عثمان صياد لـ"العربي الجديد"، أنه منذ وصوله إلى المخيم مع عائلته لم يحصل على أي مساعدات أو حصص إغاثية، ومضى على إقامته في المخيم حوالي شهر.
ويتابع: "حصلت على خيمة لي ولعائلتي، وعلى تسديد ثمنها لمن أعطاني إياها. حاليا نحن نعمل في الأراضي الزراعية هنا، مضطرون لذلك، فعلي تسديد ثمن الخيمة في أقرب وقت".
ويكمل: "تركنا خلفنا كل شيء، المحاصيل الزراعية في أراضينا تقدر بملايين الليرات ونحن اليوم نازحون لا حول لنا ولا قوة".
ويناشد النازح المنظمات الإنسانية بضرورة التدخل وإغاثة النازحين في المخيم، مؤكدا أنه لا توجد جهة تعمل على توفير المياه للنازحين الذين بلغ عدد العوائل فيه 350 عائلة مع العائلات الوافدة من مناطق ريف حماة الشمالي.
في المقابل، جهات إنسانية عديدة أطلقت حملات لمساعدة نازحي ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، ومن بين هذه الحملات، حملة "وتعاونوا من يدك إلى يدهم". وفي السياق أكد مدير العلاقات العامة والشراكات في منظمة إنسان خالد الفجر، لـ"العربي الجديد"، أنها أنهت المرحلة الأولى لها، وهي جمع ألف سهم بقيمة 50 دولارا للسهم الواحد، وتم منح المستحقين المبالغ المالية بشكل مباشر.
من جهته، وثق فريق منسقو استجابة سورية نزوح ما يزيد عن نصف مليون شخص من المدن
والبلدات في المنطقة منزوعة السلاح التي تم الاتفاق عليها بتاريخ 17 سبتمبر/أيلول 2018، وتشير إحصائيات محلية أن عدد سكان المنطقة العازلة قبل توقيع الاتفاق بلغ 750 ألف نسمة.