تقول زلوم لـ"العربي الجديد": "كنا معتادات على الجلوس في مكان محدد، نشرب القهوة، وتدور بيننا النقاشات في شؤون عديدة، ميس زميلتي منذ المدرسة، كانت نشيطة في الأعمال التطوعية، ومساندة الأسرى، والقضايا الوطنية، وسماح الآن في سجن الدامون، كانت اجتماعية، ونشاطها التطوعي لافت".
اعتقلت الطالبة ميس أبو غوش من منزل ذويها في مخيم قلنديا، شمال القدس، في 28 أغسطس/ آب الماضي، وخضعت لتحقيقٍ قاسٍ دام قرابة الشهر قبل أن تنقل إلى سجن الدامون، فيما اعتقلت سماح جردات من منزل ذويها في مدينة البيرة، وسط الضفة الغربية، في 7 سبتمبر/ أيلول الماضي، ضمن حملة اعتقالات طاولت العديد من طلبة جامعة بيرزيت خلال الشهرين الماضيين.
إضافة إلى ميس وسماح، يحرم قرابة 80 طالبا من مقاعدهم الدراسية في جامعة بيرزيت، بسببب الاعتقال، كما تؤكد حملة الحق في التعليم التي عقدت مؤتمرا صحافيا في الجامعة، وقرب صرح الشهداء داخل الحرم الجامعي، استنكارا لحملة الاعتقالات الأخيرة التي طاولت عشرين طالبا خلال الشهرين الماضيين.
وقالت منسقة حملة الحق في التعليم ماجدة كراجة، خلال المؤتمر: "إن من بين معتقلي الجامعة الثمانين، يعتقل عشرون طالبا وفق الاعتقال الإداري بلا تهم، وسبعة بأحكام عالية"، مطالبة المنظمات الدولية والمؤسسات الإعلامية بالالتفات إلى قضية الطلبة المعتقلين، وأخذ زمام المبادرة لرفع سقف العمل في هذه القضية.
وشددت الحملة في بيانها، على أن التعليم حق كفلته كل النصوص الدولية، وهو المنطلق لكافة الحقوق الأخرى، ولكن الاحتلال يواصل عرقلة المسيرة التعليمية عبر الاعتقالات التي طاولت أيضا خلال الفترة الماضية الأكاديمية وداد البرغوثي والإفراج عنها بشرط الإقامة الجبرية بعيدا عن الجامعة، فضلا عن استمرار سياسة عدم تجديد تأشيرات الأكاديميين الأجانب، أو الفلسطينيين من حملة الجوازات الأجنبية.
وتشير الإحصائيات التي أعلنتها الحملة إلى إجبار الاحتلال لأربعة محاضرين أجانب كانوا يعملون في الجامعة بنظام الدوام الكامل على مغادرة فلسطين، وثلاثة آخرين كانوا يعملون وفق نظام الدوام الجزئي في الفترة بين 2017 و2019، فيما لم يتم إصدار تأشيرات جديدة سوى لمن يعملون في برامج مدعومة بشكل مباشر من دول أجنبية.
بدوره، أرسل رئيس نقابة العاملين في جامعة بيرزيت سامح أبو عواد خلال المؤتمر، رسالة عتاب إلى وزير التربية والتعليم الفلسطيني ورئيس الوزراء والرئيس الفلسطيني لعدم الاهتمام بالقضية، مطالبا بوضع قضية الأسرى كأولوية وطنية رسميا وشعبيا، كما طالب بالعمل على تجريم سياسة الاعتقال الإداري دوليا، وطالب بإنجاز صفقة تبادل لتحرير الأسرى.
وأعلن أبو عواد عن سلسلة إجراءات في مقابل اعتداءات الاحتلال، أبرزها نية إقامة خيمة دائمة داخل جامعة بيرزيت تضامنا مع الأسرى، وتنظيم زيارات لذويهم، والاستمرار باستضافة أسرى محررين لتثقيف المجتمع الفلسطيني بما يحدث حقيقة داخل سجون الاحتلال، وكذلك نشر صور الأسرى في الأماكن العامة.
بدوره، قال مالك القاضي، لـ"العربي الجديد"، وهو ممثل عن حركة الشبيبة الطلابية الذراع الطلابية لحركة فتح، إنه "من المتوقع أن لا تكون حملة الاعتقالات الأخيرة بحق طلبة الجامعة، في ظل الركود وتراجع وتيرة المقاومة، فالجامعة تقود الشارع الفلسطيني، ونشاط الحركة الطلابية في ملف الأسرى وجثامين الشهداء كان واضحا، لكن الاعتقالات لن تؤثر على هذا الحراك الطلابي في القضايا الوطنية، والمسيرات والفعاليات بازدياد كما هو حال المسيرات التي توجهت خلال الأسابيع الماضية إلى حاجز بيت إيل المقام شمالي مدينتي رام الله والبيرة".
ممثلو الكتل الطلابية أكدوا في المؤتمر الصحافي، أن من بين المعتقلين ثلاثة من رؤساء مجلس طلبة الجامعة السابقين، وعدد من ممثلي الكتل الطلابية في الجامعة، وكوادر في تلك الكتل.