العراق: السيول تخلف قتلى وخسائر مادية كبيرة شرقي البلاد

08 نوفمبر 2018
10 قرى سويت بالأرض جراء السيول (فيسبوك)
+ الخط -

أكد مسؤولون محليون عراقيون في محافظة ديالى، شرقي البلاد، أنّ 10 قرى حدودية مع إيران سويت بالأرض جراء السيول التي اجتاحت المنطقة الشرقية في اليومين الماضيين، مخلّفة 6 وفيات بين المدنيين، وتجريف عشرات المنازل، ونفق مئات الحيوانات، ونزوح ما يقارب من ألف مدني من تلك القرى.

وقال مسؤول محلي في مدينة بعقوبة، عاصمة محافظة ديالى المحلية لـ"العربي الجديد": "إنّ المؤكد لدينا هو وفاة 6 أشخاص، اثنان منهم غرقا والآخرون هدمت عليهم منازلهم، وهناك إصابات أيضا والمنطقة منكوبة".

وبيّن أن عشرات المنازل جرفت لأن أغلبها بنيت من الطين، إضافة إلى نفق مئات الحيوانات، ونزوح ما لا يقل عن ألف مواطن قروي من تلك القرى، لافتا إلى أن الجهود التي بذلتها القوات العراقية حالت دون وقوع كارثة أكبر.

وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها القرى للسيول والأمطار والفيضانات، ولن تكون الأخيرة، لكن المساعدات غالبا ما تكون آنية دون القيام بحلول جذرية لا تتناسب مع حجم الخسائر، بحسب ما قال مدير إعلام منظمة بلدروز السلام أنس مالك أنس، لـ"العربي الجديد".

وأوضح أنّ عددا من القرى العراقية، منها منهل، الجسر، الحوامد، النِدا، دحله، طحماية ومنطقة الكلال التابعة لنهر الكلال، في ناحية قزانية ومندلي، اجتاحتها السيول القادمة من إيران، وبسبب غزارة الأمطار تقطعت سبل الوصول إليها، لكن فريق المهمات في منظمة بلدروز السلام؛ تمكن بالتعاون مع فرق الدفاع المدني من الوصول إلى الشارع الرئيسي، كما تم تنظيم حملة تبرعات لمساعدة العوائل التي نجت من تلك السيول لأنها فقدت كل شيء.

وييّن مالك، أن المياه التي تدفقت إلى تلك القرى لم تتم الاستفادة منها، إذ لا توجد أنهار أو خزانات كبيرة لتلك المياه، والسد الموجود في الناحية عكس اتجاه هذه السيول، وبالتالي فإن مياه الأمطار ذهبت مخلفة خسائر مادية كبيرة.

لم تتم الاستفادة من المياه التي تدفقت (فيسبوك)

عبدالله جاسم، وهو مربي مواشٍ في قرى حوض الندا قال لـ"العربي الجديد": "فقدنا كل ما نملك من أغنام وماعز بسبب الأمطار والسيول التي جرفت كل شيء، لم يتبق لنا غير الملابس التي نرتديها، لا أعتقد أنّ هناك أي تعويضات للعوائل التي تضررت، خاصة أن قرانا فقيرة ونحن لا نملك سبيلا للعيش في مناطق أخرى، لقد اعتدنا على أعمالنا في الزراعة وتربية الحيوانات ولا نعرف مهناً أخرى يمكن أن نسترزق منها"، وتساءل بحرقة:" ماذا نفعل بعد أن ابتلعت السيول ما كنا نملك؟

ولفت إلى أن السيول القادمة من إيران حملت معها مخلفات الحرب العراقية الإيرانية من قنابل وألغام، "وهذه تشكل خطرا على حياتنا، نأمل من الجهات الحكومية مساعدتنا في إعادة الحياة من جديد إلى قرانا التي تضررت، ورفع الألغام التي حملتها السيول، بالإضافة إلى تعويضنا عما فقدنا من مواشٍ ومزارع ومحال صغيرة كانت تمثل مصدر رزق سكان هذه القرى".

تسببت السيول في نزوح الأهالي (فيسبوك)

بدوره، قال عضو مجلس ناحية مندلي، حيدر المندلاوي، إنّ الحدود العراقية الإيرانية شهدت خلال الساعات الماضية هطول أمطار غزيرة تجاوزت حاجز 100 ملم، وهي أعلى نسبة منذ 15 سنة، وأغلب الطرق التي قطعت بسبب السيول، أعيد فتحها من جديد بعد زوال المخاطر، لافتا إلى أن عملية تقييم الأضرار الناجمة عن السيول بدأت في القرى والأراضي الزراعية وبعض مقاطع الجسور.

أما مدير الموارد المائية في ديالى، مهند المعموري فقد أكد أنه تم إجراء زيارة ميدانية لناحيتي مندلي وقزانية شرقي ديالى، للاطلاع على ما خلفته السيول التي اجتاحت تلك المناطق، حيث اندفعت بقوة صوب ناحية مندلي وضواحيها خاصة حوض الندا الذي يمثل الجزء الشرقي لمندلي، وإن سيولا جارفة تدفقت من الحدود العراقية- الإيرانية صوب نهر الوند ومنها إلى بحيرة الوند في أطراف بلدة خانقين، بلغت سرعتها أكثر من 200 م مكعب/ ثانية خلال الأيام الماضية.

سيول جارفة تدفقت (فيسبوك)



وأضاف "رفدت السيول حتى الآن بحيرة الوند بـ 10 ملايين م مكعب ليبلغ خزينها 25 مليون متر مكعب"، متوقعا امتلاء البحيرة التي تبلع الطاقة الاستيعابية لها نحو 40 مليون متر مكعب،  في الأيام القادمة، وهو ما يعني توفر الخزان الاستراتيجي للمياه لبلدة خانقين.


وشهد العراق خلال الأيام الماضية، تساقطات مطرية غزيرة في أغلب مناطق البلاد، لا سيما في القرى الحدودية في محافظة ديالى.


إنقاذ عائلة حاصرتهم السيول (فيسبوك)


وأعلن الجيش العراقي، مساء الأربعاء، أنه قد تمكن من إنقاذ عائلة بالكامل وتضم 8 أفراد بعد أن حاصرتهم السيول الجارفة في قرى حوض النِدا الواقعة شرقي محافظة ديالى.

دلالات
المساهمون