يوسف مصطفى: ما أتقاضاه لا يكفي أسرتي

18 مايو 2016
ترك حلب قبل خمس سنوات (العربي الجديد)
+ الخط -

ترك السوري يوسف زكريا مصطفى (30 عاماً) أرضه وبيته بسبب الحرب. كان القصف في حلب شديداً، وقد طاول المنطقة التي يعيش فيها مع زوجته، على حد قوله. حين نزح إلى لبنان، استقرّ في منطقة الصرفند (جنوب لبنان)، وصار لديه طفلان توأمان لم يتجاوز عمرهما عاماً واحداً.

غادر مصطفى حلب قبل خمس سنوات، أي خلال بداية الحرب. كان الأمر صعباً في البداية. لم يجد عملاً ولم يتمكن من استئجار منزل يؤويه هو وزوجته، قبل أن يبصر صغيراه النور. بعد البحث، وجد عملاً أمّن له استقراراً مادياً ومنزلاً عاش فيه وزوجته في بلدة الصرفند. عمل في محل لتركيب زجاج السيارات في المدينة الصناعية في مدينة صيدا (جنوب لبنان). يومياً، يستيقظ باكراً للتوجّه إلى مكان عمله مستعيناً بوسائل النقل العام، الأمر الذي يجعله يخسر جزءاً من راتبه.

يقول مصطفى لـ "العربي الجديد": "تركت حلب قبل خمس سنوات، بعد اشتعال الحرب في البلاد. شعرت بالخوف واتخذت قرار اللجوء إلى لبنان. عانيت كثيراً قبل أن أتمكّن من إيجاد عمل أعتاش منه أنا وزوجتي. واليوم، صرت مسؤولاً عن طفلين أيضاً، بالتالي، يتوجّب عليّ تأمين جميع مستلزمات البيت واحتياجات العائلة وبدل إيجار المنزل وغيرها. في الوقت الحالي، أعمل في محل لتركيب زجاج السيارات، وأتقاضى نحو مائة دولار أميركي أسبوعياً".

يرى أنّ البدل المادي الذي يحصل عليه، هو الذي يعمل ثماني ساعات يومياً، ضئيل جداً نسبة إلى غلاء المعيشة في لبنان، ما يجعله عاجزاً في بعض الأحيان عن تأمين جميع احتياجات العائلة، من غذاء وحليب وأدوية وثياب وغيرها، عدا عن بدل إيجار البيت، وهو 250 دولاراً شهرياً، بالإضافة إلى كلفة وسائل النقل يومياً. يضيف أنّ زوجته حامل في الوقت الحالي، ما يعني أنّ لديها احتياجات خاصة، لا سيّما أنهمل ينتظران طفلين جديدين. بالتالي، عليه أيضاً تأمين مصاريفهما واحتياجاتهما. حتى الآن، لم يجد عملاً إضافياً عله يستطيع زيادة دخله، إلا أنّه ما زال يبحث عن بدائل. ويلفت إلى أنّ المساعدات التي يحصل عليها بين الحين والآخر تساعده على تدبر أموره، وإن كان لا يستطيع الاعتماد عليها دائماً.

في انتظار انتهاء الأزمة في سورية والقتل والدمار والموت، سوف يظل اللاجئون السوريون يعانون من مشاكل اقتصادية وغيرها، وقد عجز كثيرون من هؤلاء عن إيجاد عمل يمكّنهم من العيش وتأمين احتياجاتهم الأساسية من دون انتظار عطف الآخرين عليهم. ويأمل كثيرون منهم أن يتمكنوا من العودة إلى وطنهم.

المساهمون