شباب عراقيون "لا يملكون أجرة النقل" يصلون لساحات التظاهر مشياً على الأقدام
وقال الشاب محمد عبد الله، وهو خريج إحدى الجامعات العراقية، إنّه "قرر بمعية عشرات الشباب العاطلين عن العمل، الذهاب إلى ساحة التحرير مشياً على الأقدام من مناطقهم التي تبعد بين 5 و7 كيلومترات عن الساحة، وذلك قصد المشاركة في التظاهرات"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أنهم "لا يملكون حتى أجرة النقل، كونهم عاطلين عن العمل منذ عدة سنوات، بسبب الفساد والسرقة اللذين انتشرا في البلد وحرماهم حقوقهم".
وتابع: "المسافات التي قطعناها مشياً متعبة جدا، لكنها لن تثنينا عن التظاهر. التظاهرات اليوم هي فرصتنا الأخيرة، لن نتراجع ولن نعود ولن تقنعنا الوعود الحكومية الكاذبة التي سئمنا سماعها، فلا مستقبل لنا مع سيطرة الأحزاب الفاسدة على مقدرات البلد. سنواصل التظاهر ولن نتراجع حتى نحصل على حقوقنا المسلوبة".
وأشار إلى أن "مئات المتظاهرين في بغداد والمحافظات الأخرى، لا يملكون أجرة النقل، وهذه الحالة التي يعانيها الشباب ستكون سببا في استمرار التظاهر حتى أخذ الحقوق".
ويؤكد منظمو التظاهرات، أن هذه الاحتجاجات غير مدفوعة أو مدعومة من أي جهة سياسية، وأن عمادها الشباب المعدمون، الذين لا يملكون حتى أجرة النقل.
وقال مهدي الحلفي، وهو أحد القائمين على تنظيم التظاهرات، إن "الغالبية العظمى من المتظاهرين في المحافظات هي من شباب الطبقة المعدمة، الذين سلب الفاسدون وأحزاب السلطة أبسط حقوقهم، ولا وجود لأي جهة سياسية أو حزبية تحاول ركوب الموجة"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "هؤلاء الشباب لا يريدون العودة إلى منازلهم من دون تحقيق التغيير والمطالب المشروعة". وأضاف: "إنهم يفضلون الموت على حياة معدمة".
وأكسبت حالة الحرمان والعوز التي يعانيها أغلب المتظاهرين العراقيين، التظاهرات قوة مختلفة وولدت لدى الشباب إصرارا على استمرارها.
وقال عضو التيار المدني، ماهر الشمري، لـ"العربي الجديد"، إن "المتظاهرين اليوم لا يثقون بأي وعود حكومية، حتى إنهم لا يستمعون لها، فهم يعتبرون الطبقة السياسية الحالية فاسدة بدون استثناء، سلبتهم حقوقهم"، مشيرا إلى أن "حالة الحرمان التي يعانيها المتظاهرون هي الوقود الذي يشعل التظاهرات، والتي ستحدث تغييرا لا محالة".