السيول تحاصر 10 آلاف نازح بمخيم السد للنازحين السوريين

17 يناير 2019
غرق خيام مخيم السد السوري (فيسبوك)
+ الخط -

انتهت رحلة كثير من الهاربين من الموت خلال فترة سيطرة تنظيم "داعش" على أجزاء واسعة من شرق سورية في مخيمات تعرف بـ"مخيمات الموت" لما يلاقونه فيها من معاناة ونقص في الخدمات والرعاية الصحية، فضلا عن غرقها بأمطار الشتاء.

لم تقف معاناة النازحين عند هذا الحد، فقد زادت الأمطار والسيول والبرد القارس من معاناتهم، فغرقت خيامهم، كما هو الحال في مخيم "السد"، جنوبي مدينة الحسكة، والذي يضم أكثر من 10 آلاف نازح، والذي غرقت وتضررت فيه نحو 2000 خيمة بسبب السيول والأمطار، في حين تحاول عدة جهات، بينها منظمات إنسانية، نقل المتضررين إلى مخيمي الهول والمبروكة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن أعداد النازحين من مناطق ريف دير الزور إلى المخيم لا تزال تزيد بشكل يومي، بالتزامن مع المعارك الدائرة بين تنظيم "داعش" ومليشيا قوات سورية الديمقراطية (قسد).

وأغرقت مياه السيول قرابة 95 في المائة من خيام مخيم السد الذي يعيش سكانه ظروفا إنسانية صعبة، كما جرفت بيوتا طينية، فضلا عن تضرر مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير في المنطقة.

ويشكو معظم نازحي المخيم، وباقي مخيمات مناطق سيطرة مليشيا قسد، من الأضرار الكبيرة التي لحقت بهم، وأكد النازح من مدينة البوكمال، فراس عبد الله، لـ"العربي الجديد"، أن الأمر نفسه تكرر العام الماضي، مضيفاً "مناشداتنا لم تصل إلى المنظمات الإنسانية، أو لمؤسسات (قسد). طالبنا كثيرا بصيانة الخيام المتضررة، وبمدّنا بعوازل تقينا من مياه الأمطار، لكن حتى الآن لم نحصل على شيء، وحالنا من سيئ إلى أسوأ".

وتابع "عودتي إلى البوكمال صعبة في ظل وجود مليشيات تابعة للحشد الشعبي هناك تقوم بإهانة أهالي المدينة. والبقاء هنا معاناة متواصلة، ولا خيار آخر أمامي".

وحسب إحصائيات محلية، يبلغ عدد العوائل داخل مخيم السد نحو 2000 عائلة، ولم تقدم لهم المنظمات في هذا الشتاء أية مساعدات، سواء مواد التدفئة أو المواد الغذائية، فضلاً عن عوازل الخيام.

وقالت السيدة أم محمد، من بلدة الدبلان، بريف ديرالزور، لـ"العربي الجديد"، إن "الحياة صعبة في الصيف وفي الشتاء. في الصيف نعاني من الحرارة العالية، وفي الشتاء يحاصرنا البرد والمطر. هذا العام الثاني لنا في المخيم، ونتدبر أمورنا بما تيسر لنا".

ويقع مخيم السد على بعد 2 كيلومتر من نهر الخابور، إلى الجنوب من مدينة الشدادي، ويقطنه نازحون من دير الزور والحسكة، وهو واحد من المخيمات التي تدار من قبل قوات سورية الديمقراطية والتي تعرف بانتشار الأمراض ونقص الخدمات.

المساهمون