الشهيد الفلسطيني باسل إبراهيم.. رصاص بالجسد وبقايا جراح قديمة

القدس المحتلة

محمد محسن

محمد محسن
16 ديسمبر 2017
52577149-2397-4B6C-8A76-50514E6FD608
+ الخط -


في بلدته عناتا شمال شرق القدس المحتلة وسط الضفة الغربية، يعرف الشهيد باسل إبراهيم (29 عاماً) والذي ارتقى برصاص قناص إسرائيلي، أمس الجمعة، خلال مواجهات شهدتها بلدته، أنه من أكثر النشطاء في البلدة مشاركة في فعاليات المقاومة ومواجهة المحتل الإسرائيلي حين يتحول مدخل عناتا الشمالي إلى ساحة مواجهة وحرب مع جنود الاحتلال.

لم تكن إصابته الأخيرة بعدة رصاصات اخترقت خاصرته صعوداً إلى صدره إلى أن خرجت من ظهره، أول الإصابات التي تعود عليها جسد هذا المقاوم، فقد سبق أن أصيب بعيارات نارية في الفخذ في مواجهة سابقة مع جنود الاحتلال حتى بات مطلوباً لهم دون إعلان عن ذلك، كما يقول شقيقه هاشم الذي يكبره بعدة سنوات، ويصف حياة شقيقه أنها نضال مستمر في صفوف حركة فتح لا يكل ولا يمل، وكما يقول كذلك ابن عمه منتصر الرفاعي الذي تحدث عن الشهيد وإقدامه وشجاعته إلى جانب إخوته ورفاقه المقاومين.

يقول شقيقه هاشم لـ"العربي الجديد"، إن "الشهيد وهو أب لطفل لم يتجاوز الثانية من عمره، كان لا يترك مناسبة وطنية إلا ويشارك فيها دون تردد، وحين نادته القدس كان أول من لبى النداء وكانت مشاركته في المواجهات، أمس الجمعة، ظاهرة، ما جعله هدفاً لجنود الاحتلال وقناصته الذين استهدفوه برصاصهم من خلال قناص أصابه مباشرة، وكان واضحاً أنه هدف مطلوب لهم".

تروي عائلة الشهيد، إن باسل هو واحد من خمسة أشقاء، يحتل الترتيب الثالث بين إخوته، ويقيم مع والدته، بينما انفصل عن زوجته أخيراً، والتي انتقلت بدورها عند عائلتها في جنين، في حين توجه إلى هناك، قبل يوم من استشهاده، لرؤية نجله "مقاوم"، وقد أحضره معه في ذلك اليوم ليمضي بصحبته بضعة أيام.



يذكر رفاق الشهيد، حضوره الدائم معهم وتقدمه الصفوف حين كانت تشتد المواجهة، منهم من حمله اليوم على كتفيه، وقد كان الشهيد المبادر دوماً إلى حملهم جرحى لينقذهم. أحدهم (م.ز)، قال لـ"العربي الجديد"، وقد اغرورقت عيناه بالدموع: "أدين له بحياتي، ذات مرة أصبت ولولا مسارعته لحملي والذهاب بي إلى عيادة قريبة لكنت الآن إما ميتاً أو في سجون الاحتلال".

جموع غفيرة لتشييع جثمانه (العربي الجديد)

ليس بعيداً عن مكان استشهاده، يقع منزل عائلة الشهيد، من هناك اعتاد مراقبة جنود الاحتلال وهم يطاردون الشبان، قبل أن ينضم إليهم مسرعاً لعله يؤخر تقدمهم، كما يقول قريب له، تحدث إلينا على المقبرة قرب الجثمان بعد أن ووري الثرى في مقبرة بلدته عناتا اليوم السبت.

لبى نداء الوطن في مناسبات عديدة (العربي الجديد)

الحشود الهائلة من المواطنين من بلدته ومن مخيم شعفاط المجاور، ومن عموم قرى وبلدات محافظة القدس كانت شاهداً على وطنية هذا المقاوم في كل مناسبة كانت تستدعيه، وكان نداء القدس هو النداء الأخير الذي لم يتردد في تلبيته.

كانت أعلام فلسطين ورايات فتح وحماس التي ازدحمت بها مسيرة المشيعين اليوم، شاهداً على ما كان يمثله من قاسم مشترك بين حركته فتح وحماس والفصائل الأخرى التي كانت أيضاً حاضرة بشخوص رموزها ومناضليها، وكان رصاصهم في مسيرة التشييع والدفن شاهداً آخر على وحدة المقاومين الذين ضجت سماء عناتا بطلقات رصاصاتهم، بينما كان جنود الاحتلال على تلة تطل على ساحة المواجهات عند مدخل البلدة الشمالي يراقبون عن بعد ما يجري وتتهيأ أعدادهم الكبيرة للتدخل، في حال تحولت المسيرة الغاضبة إليهم.

في عناتا يتحدث الناس عن أم الشهيد الصابرة، وعن لحظات فراقها لنجلها واحتضان "مقاوم" الحفيد الصغير الذي ظل في حضن جدته كأنه قطعة منها ومن رائحة والده المقاوم. فقد رحل باسل وفي جسده رصاص، وبقايا جراح قديمة في الفخذ، ومعاناة لم تفارق وجوه أشقائه ورفاقه ومحبيه في لحظة وداعه الأخيرة.

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..