هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس، منزل الأسير عاصم عمر البرغوثي (30 عاما) في بلدة كوبر شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، والمتهم بتنفيذ عمليتي إطلاق نار شرق رام الله قتل فيهما وجرح عدة إسرائيليين.
وقالت حنان البرغوثي، عمة الأسير عاصم لـ"العربي الجديد": إن "جرافات الاحتلال سوّت منزل عاصم المكون من 270 مترا بالأرض، بعد نحو شهر على رفض الالتماس المقدم من العائلة، إذ كانت العائلة قد أخلت المنزل قبل نحو ثلاثة أشهر".
وأكدت عمة الأسير عاصم أن "ما جرى يأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنفذها قوات الاحتلال بحق عائلة شقيقي عمر، وهي سياسة فاشلة، إذ اعتقلت جميع أفراد أسرته، وهددت اليوم، شفويا بهدم منزل شقيقي ومنزل ابنه الشهيد صالح خلال الأيام المقبلة، بينما صادرت فجر اليوم، كذلك سيارته التي كانت قد صادرتها في السابق واستطاعت العائلة استرجاعها بعد دفع مبلغ نحو 5 آلاف دولار".
وفي تفاصيل عملية هدم منزل الأسير عاصم البرغوثي، اقتحمت قوات الاحتلال في وقت مبكر من فجر اليوم، بلدة كوبر بنحو 50 آلية عسكرية وجرافات، وهدمت المنزل المكون من تسوية ومبنى المنزل بمساحة 270 مترا مربعا وسورا استناديا، باستخدام الجرافات العسكرية، واستمرت عملية اقتحام كوبر نحو 6 ساعات قبل أن تنسحب قوات الاحتلال، بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين الأهالي في كوبر والقرى المجاورة والقوات، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وخلال عملية الهدم، خرج أهالي كوبر إلى أسطح منازلهم وهم يكبرون ويهتفون للأسير عاصم البرغوثي، رفضا لهدم منزله، ثم انطلقت مسيرة شارك فيها الأهالي بعد انسحاب قوات الاحتلال باتجاه منزل عاصم للتأكيد على وقوفهم مع العائلة، وفق ما أفادت به حنان البرغوثي عمة عاصم.
Twitter Post
|
ولفتت إلى أن العائلة كانت قد تقدمت بعد إخطار هدم منزل عاصم عبر مؤسسة هموكيد الإسرائيلية بالتماس ضد هدم منزله، لكن سلطات الاحتلال رفضت الالتماس وأبقت على هدم المنزل، إلى أن تم إبلاغها بالقرار، فيما رفضت سلطات الاحتلال الالتماس المقدم من قبل عائلة البرغوثي ضد هدم منزلي عائلة عمر البرغوثي وابنه الشهيد صالح، وهددت بهدمه خلال الأيام المقبلة.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو شهرين عاصم البرغوثي بعد نحو شهر من مطاردته بتهمة تنفيذ عمليتي إطلاق نار قرب مستوطنتي "عوفرا" و"جفعات هساف" واللتين قتل فيهما جنديان إسرائيليان وأصيب فيهما عدة إسرائيليين.
وعقب عملية عوفرا التي وقعت مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول 2018، اقتحمت قوات الاحتلال مدينتي رام الله والبيرة، واستمرت الاقتحامات اليومية للمدينتين إلى نحو شهر صادرت خلاله قوات الاحتلال عشرات أجهزة التسجيل لكاميرات المراقبة بحجج البحث عن منفذي العمليتين، فيما اغتالت قوات الاحتلال صالح البرغوثي أثناء عودته من عمله سائق مركبة عمومية بزعم مشاركته في تنفيذ عملية عوفرا ولا تزال تحتجز جثمانه.
وأخطرت سلطات الاحتلال بهدم منزل صالح ووالده ومنزل شقيقه عاصم، وتعرضت عائلته لسلسلة من العقوبات الجماعية، منها اعتقال جميع أفراد العائلة، من بينهم والدة عاصم والتي أفرج عنها قبل ثلاثة أيام بعد اعتقال استمر نحو شهر، إضافة لاعتقال نحو 40 من عائلة البرغوثي.
من جهة ثانية، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الخميس، منزلا مكونا من طابقين في منطقة المسعودية القريبة من قرية برقة شمال نابلس شمالي الضفة الغربية، بحجة وقوع المنزل في منطقة مصنفة "ج".
وقال رئيس مجلس قروي برقة، جهاد شريدة لـ"العربي الجديد": إن "قوات الاحتلال اقتحمت المسعودية صباح اليوم، برفقة جرافات عسكرية، وشرعت بهدم المنزل الذي يعود للمواطن مشير سليمان سيف، بدون سابق إنذار".
ولفت شريدة إلى أن قوات الاحتلال كانت قد أوقفت العام الماضي صاحب المنزل عن البناء، وتقدم من خلال أحد المحامين باعتراض حول ذلك، ولم يكن هناك أي إخطار بهدم المنزل حتى قبل أيام.
في سياق آخر، أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بهدم أربعة منازل بقرية شوشحلة في بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوب الضفة، والتي تقع في منطقة مصنفة "ج"، وفق ما أفاد به مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية في تصريحات لـ"العربي الجديد". مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تسعى للتضييق على الأهالي في هذه المناطق.
من جهة أخرى، قال منسق اللجان الوطنية والشعبية في جنوب الضفة الغربية راتب جبور، في تصريحات له، إن "قوات الاحتلال هدمت اليوم، خيمة في خربة الفخيت بمسافر يطا جنوب الخليل، وتؤوي عائلة المواطن الفلسطيني إسماعيل العدرة.
وفي سياق الاعتقالات اليومية، فقد ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من عشرة فلسطينيين خلال اقتحامات نفذتها في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، إذ اعتقلت الأسير المحرر عمر موسى قوار من مدينة الدوحة جنوب بيت لحم جنوب الضفة، وكذلك الجريح محمد رائد شمروخ من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم.
وتخلل اقتحام مخيم الدهيشة اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، التي أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق بينهم الرضيع ناجح ثائر المعيوي (40 يوما) والذي نقل إلى أحد المستشفيات في بيت لحم لتلقي العلاج.
وفي مخيم جنين شمال الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من المخيم، عقب دهم منزليهما، وتخلل اقتحام المخيم اندلاع مواجهات ما بين الشبان وتلك القوات، ولم يبلغ عن وقوع إصابات، فيما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين.
كما اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا من قرية دير غسانة غرب رام الله وسط الضفة، واقتحمت قوات الاحتلال بلدة السموع جنوب الخليل جنوب الضفة واعتقلت المواطن الفلسطيني أشرف صلاح علي البدارين، وزوجة ابنه نسيبه أحمد عثمان البدارين عقب تفتيش منزليهما.