بانتهاء عام 2012، بدأ بعض أهالي بلدة قاح السورية، الحدودية مع تركيا، جهوداً فردية لبناء أول مخيم للنازحين ضم أهالي البلدة الفارين من بطش النظام. بُني في البلدة، الواقعة في ريف إدلب، أربعون خيمة، فوق أراضٍ زراعية لأحد المتبرعين، عند الشريط الحدودي. أسكنت الخيم، لاحقاً، نازحين من بعض قرى وبلدات ريف إدلب، ليتحول المكان بعدها إلى تجمّع يضم 14 مخيماً، ليبرز بعده تجمع أطمة الذي ضمّ 50 مخيماً في دوره.
في الوقت الراهن، بلغ عدد المخيمات نحو 560 في الشمال السوري بمناطق سيطرة المعارضة، وقوات سورية الديموقراطية "قسد"، بالإضافة إلى مخيم الركبان قرب الحدود السورية - الأردنية. ويتخطّى عدد النازحين في هذه المخيمات مليون نسمة، يفتقرون إلى الظروف الحياتية الملائمة، خصوصاً في مخيم الركبان والمخيمات المعروفة باسم "مخيمات الموت" في مناطق سيطرة "قسد".
كذلك، تفتقر المخيمات ومراكز الإيواء التي لجأ إليها المهجّرون خصوصاً منذ مطلع عام 2018، مع التسويات وموجات التهجير، للرعاية الصحية، مع معاناة قاطنيها وتخوفهم من فصل الشتاء الذي قد تتسبب أمطاره في اقتلاع خيامهم أو إغراقها.
هكذا باتت سورية بلاد المخيمات والنازحين.