هجوم عنصري من شرطة الاحتلال الإسرائيلي ضد يهود الفلاشا

31 اغسطس 2016
وجه إليهم اتهامات عنصرية (Getty/دافيد روبنجر)
+ الخط -

شنّ المفتش العام لشرطة الاحتلال الاسرائيلي، روني الشيخ، هجوماً عنصرياً ضد يهود الفلاشا من أصول إثيوبية معتبراً أنه من الطبيعي أن تسجل نسب مرتفعة من الجريمة في صفوف مجتمعات المهاجرين.

وأثارت أقوال المفتش العام للشرطة جدلاً عالياً في إسرائيل، خاصة على ضوء التعامل العنصري على أساس اللون الذي تنتهجه شرطة الاحتلال في تعاملها مع يهود الفلاشا، ومن ضمن ذلك الاعتداء الجسدي عليهم، بمن فيهم من يشتغلون في جيش الاحتلال، كما حدث قبل أكثر من نصف عام تقريباً مع جندي إثيوبي الأصول، يدعى يوسف سلماسا، تم توثيق اعتداء أفراد من الشرطة الإسرائيلية عليه، بالرغم من أنه كان جندياً ويلبس الزي العسكري.

وادعى روني الشيخ في كلمة رسمية له، أنّ "الأبحاث المختلفة في أنحاء العالم تبين أن المهاجرين ينخرطون بنسب أعلى في أعمال الجريمة من غيرهم"، وجاءت تصريحات الشيخ العنصرية خلال مؤتمر قانوني لنقابة المحامين في إسرائيل مع بدء السنة القانونية والقضائية الإسرائيلية، في تل أبيب، ردّاً على سؤال وُجّه له بشأن التعامل العنصري للشرطة الإسرائيلية مع يهود الفلاشا.

وزعم روني الشيخ أنه "هكذا الحال في كل موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين، حيث أثبتت المعطيات الإحصائية أن طائفة معينة أكثر انخراطاً في الجريمة من غيرها".  وأقر المفتش العام لشرطة الاحتلال أنه "مفهوم ضمناً ومن طبيعة الأمور أنه عندما يلتقي شرطي بمشبوه إثيوبي، فإنه يشك فيه أكثر من غيره، وقد أدركنا ذلك في وقت متأخر وبدأنا بعلاج هذه الظاهرة".



وخلط المفتش العام للشرطة الإسرائيلية بين خدمات الشرطة وبين ممارسات القمع والاضطهاد التي تمارسها في الأحياء الفلسطينية من القدس المحتلة قائلاً: "يجب القول باستقامة لقد أهملنا موضوع خدمات الشرطة في شرقي القدس، ولم نقدم خدمات شرطية على مر السنين. وهذا تحدٍ يعزز سيطرتنا وحكمنا في المدينة ويقلل من الجريمة والإرهاب، واليوم تقوم مئات من عناصر الشرطة بتعزيز تواجدها في القدس".

وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت مؤخراً، وفي ظل استمرار الهبة الفلسطينية عن عزمها افتتاح ثلاثة مراكز شرطية في قلب الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة.

وأثارت تصريحات روني الشيخ سيلاً من ردود الفعل المنددة بها في صفوف رجال السياسة من مختلف الأحزاب، ووصفتها أحزاب المعارضة بأنها تصريحات عنصرية، فيما اعتبر ممثلون عن يهود الفلاشا أنها بمثابة ضوء أخضر لمواصلة العنف ضد أولادهم واستهدافهم من قبل الشرطة الإسرائيلية.

وكانت حكومة الاحتلال بدأت بجلب يهود الفلاشا في بين عامي 1984-1985 بعد إبرام صفقة مع الرئيس السوداني السابق جعفر النميري، حيث تم نقلهم بالطائرات ضمن حملة أطلق عليها حملة موسى، من السودان إلى إسرائيل، وتم في هذه الحملة جلب 8000 شخص. وبين عامي 1989-1991 تم تنظيم حملة إضافية تحت اسم "حملة سليمان" تم خلالها جلب 14 ألف إثيوبي، لكن معاناتهم في دولة الاحتلال لم تتوقف منذ اليوم الأول. فقد واجهوا صعوبات من المؤسسة الدينية اليهودية الاشكنازية للاعتراف بيهوديتهم وكونهم ينحدرون من الأسباط اليهودية التاريخية وتحديداً من سبط "منشيه" فيما ادعى قسم من المؤسسة الدينية الاشكنازية أن الحديث يدور عن يهود غيروا مع الوقت دينهم وانتقلوا للمسيحية ثم عادوا لليهودية، لكن ليس قبل أن تختلط دماؤهم بدماء الأغيار عبر الزواج المختلط.

وقامت إسرائيل بالزج بيهود إثيوبيا في صحراء النقب عبر توطينهم في ظروف سكنية وحياتية صعبة، ناهيك عن اختيار بلدات تعتبر فقيرة وفق المعايير الإسرائيلية، والتي سبق أن استوعبت بشكل شبه كامل هجرة يهود المغرب وشمال أفريقيا. 

 

 

المساهمون