السيسي يعاقب ناخبيه... زيادة أسعار القطارات أول مايو

03 ابريل 2018
الحكومة بررت الزيادة المرتقبة لتطوير السكك الحديدية(العربي الجديد)
+ الخط -
كشف مصدر نيابي مطلع بلجنة النقل في البرلمان المصري، أن وزير النقل، هشام عرفات، أخطر رئيس اللجنة، هشام عبد الواحد، ببدء تطبيق الزيادات الجديدة في أسعار تذاكر القطارات في الأول من مايو/ أيار المقبل، مشيراً إلى أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي أعطى الضوء الأخضر للوزير بموعد الزيادة، عقب انتهاء ماراثون الانتخابات الرئاسية بإعلان فوزه الكاسح بنسبة 97.8بالمئة".

وقال المصدر في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن الزيادات ستشمل مضاعفة أسعار تذاكر القطارات المميزة (العادية) بنسبة 200 % (يرتادها الملايين من الموظفين ومتوسطي الدخل يومياً)، وزيادة أسعار الدرجة الثانية بنسبة 60 %، وأسعار قطارات الدرجة الأولى (مكيفة) بنسبة 40 %، وأسعار الدرجتين الأولى والثانية لقطارات (VIP) بنسبة 25%.

ومن المنتظر أن تشهد مصر زيادة لاحقة في أسعار تذاكر مترو الأنفاق، والمواد البترولية، والكهرباء، مع بداية العام المالي الجديد (2018/ 2019) مطلع يوليو/ تموز المقبل، رضوخاً لإملاءات صندوق النقد الدولي، الذي يفرض على حكومة السيسي أجندة إصلاحات اقتصادية، لمنحها باقي شرائح القرض البالغ إجماليه 12 مليار دولار (حصلت مصر على نصفها).

إلى ذلك، قال وزير النقل، هشام عرفات، في مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، إن زيادات أسعار تذاكر القطارات تم إعلانها قبل ستة أشهر، من أجل تغطية تكلفة مشروعات التطوير في مرفق السكك الحديدية، والتي تصل إلى 55 مليار جنيه، حسب تقديره، متابعاً "المواطن سيرى سككا حديدية مختلفة تماماً بعد عام ونصف العام، نتيجة وجود إرادة سياسية لتحديث المرفق".

وأفاد عرفات بإلغاء تشغيل 40 قطاراً، اعتباراً من أول يوليو/ تموز المقبل، بعدما اتخذ قراراً قبل يومين بإلغاء تشغيل 40 قطاراً أخرى من أول أبريل/ نيسان الجاري، بحجة زيادة معدلات الأمان، والشروع في تنفيذ مشروعات التطوير، معتبراً أن تحديث إشارات السكك الحديدية سيساعد على المراقبة، والتحكم في سير القطارات، وتقليل معدلات التصادم.

وأضاف عرفات أنه "خلال عامين، ستتم زيادة رحلات القطارات اليومية إلى 120 رحلة، بدلاً من 100 رحلة يومية حالياً، بعد الانتهاء من مشروعات التطوير"، منوهاً إلى أن قضبان خطوط السكك الحديدية لم يطاولها التغيير، أو التحديث، منذ فترة الاحتلال البريطاني، في حين أن 15% فقط من إشارات هذه الخطوط "مكهربة".
وتابع قائلاً: "سيجرى تحديث إشارات لخطوط بأطوال 750 كم من خلال أربعة مشروعات، تشمل خط (القاهرة – الإسكندرية)، وخط (بني سويف – أسيوط)، ويتم الانتهاء من تحديثهما بمنتصف العام 2019، وخط (بنها – الزقازيق – بورسعيد)، ويتم الانتهاء من تحديثه في مارس/ آذار 2020، وخط (أسيوط - نجع حمادي)، والمخطط لانتهاء تحديثه بداية العام 2021".

وقال عرفات إن "80 % من جرارات السكك الحديدية يصل عمرها إلى 37 و38 عاماً، حيث إنها تعمل منذ فترتي السبعينات والثمانينات، رغم أن عمر الجرار الواحد لا يتعدى 25 عاماً، حسب المتعارف عليه"، موضحاً أن هذه الجرارات "تعمل في دول العالم للمناورة داخل الورش فقط، وليس على خطوط السكك الحديدية".


وحسب تصريحات وزير النقل المصري فإن: "الزيادة تعني استمرار الخدمة في المرفق، بدلاً من توقفها نهائياً.. وهناك جهود غير عادية تُبذل من الحكومة لتحديث السكك الحديدية"، محذراً من تداعيات توقف هذا المرفق الحيوي، لأن المواطن العادي (البسيط) هو أول من سيتضرر. فيما عزا عرفات، التأخيرات التي تشهدها حركة القطارات حالياً، إلى "تهدئة السرعات نتيجة أعمال التطوير الجارية".

كانت هيئة السكك الحديدية قد أعلنت توقف العديد من خطوط القطارات الحيوية للمواطنين أمس الأول، بدعوى تكثيف أعمال الصيانة للجرارات، والعربات، وتطوير المزلقانات، وتحديث نظم الإشارات، واستبدال النظام الحالي (الكهروميكانيكي) بنظام إلكتروني حديث (EIS)، بغرض تحقيق أعلى معدلات الأمان والسلامة للحركة.

وأعلنت الهيئة تعديل مواعيد بعض القطارات، بحيث تكون فى مواعيد قريبة من مواعيد القطارات التي تم استبعادها "مؤقتاً"، زاعمة أن هذا التوقف "لن يؤثر سلباً على مواعيد العمل والدراسة، أو على الحركة أثناء أوقات الذروة، مع إعادة تشغيل هذه الخطوط تباعاً، بعد الانتهاء من مشروعات التطوير، لتوفير خدمة آمنة للركاب"، بحسب بيان سابق لها.

المساهمون