في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار النفط إلى أعلى مستوى في عدة سنوات اليوم الخميس، قالت مصادر مطلعة إن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" لا تتعجل البت في ضرورة ضخ كميات نفط إضافية لتعويض تراجع متوقع في صادرات إيران بعد فرض عقوبات أميركية جديدة، مضيفين أن أي فقد في المعروض سيستغرق وقتا.
ومنظمة البلدان المصدرة للبترول مرتبطة باتفاق مع روسيا ومنتجين آخرين خارج أوبك لخفض الإمدادات مما ساعد في محو تخمة المعروض العالمي ورفع أسعار النفط لأعلى مستوياتها منذ 2014.
ويدرس المسؤولون ما إذا كان تراجع في صادرات إيران وانخفاض في إمدادات عضو آخر هو فنزويلا يتطلب تعديل الاتفاق الذي يستمر حتى نهاية 2018. ويجتمع الوزراء في يونيو/ حزيران لمراجعة السياسة.
من جانبه قال كينيتشي تاكي مدير كوزمو أويل إنرجي إن الشركة اليابانية تعتمد على نفط إيران في نحو 4% إلى 5% من إجمالي وارداتها من الخام، لكنها تستطيع إحلال إمدادات من دول مثل الكويت محله إذا حدث أي تأثير من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وأضاف أن الشركة غير متأكدة إن كان سيتعين عليها تقليص وارداتها من النفط الإيراني إثر الخطوة الأميركية.
وتخطط الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على إيران التي تنتج نحو 4% من إمدادات النفط العالمية، بعد أن انسحبت من اتفاق جرى التوصل إليه أواخر عام 2015 يحد من طموحات طهران النووية مقابل رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عنها.
وارتفعت أسعار النفط بقوة بعد الإعلان عن تلك الإجراءات. وبلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج "برنت" أعلى مستوى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 عند 77.89 دولارا للبرميل اليوم الخميس، قبل أن تسجل عند التسوية 77.47 دولاراً بارتفاع 26 سنتاً أو 0.34% عن التسوية السابقة. كما زادت عقود الخام الأميركية عند التسوية 22 سنتاً أو 0.31% إلى 71.36 دولاراً.
الذهب
كما ارتفع سعر الذهب أيضا مع توقف الدولار لالتقاط الأنفاس، بينما يركز المستثمرون على بيانات التضخم الأميركية والتوترات المحتدمة بين الولايات المتحدة وإيران.
ونزل الدولار قليلا عن ذروته في أربعة أشهر ونصف شهر التي سجلها مع استقرار عائدات سندات الخزانة الأميركية قرب مستوى 3% المهم نفسيا.
والدولار القوي يرفع تكلفة الذهب المسعر به للمستثمرين غير الأميركيين.
وارتفعت عقود الذهب الأميركية الآجلة تسليم يونيو/ حزيران 0.2 % أيضا إلى 1315.50 دولارا.
وزادت الفضة 0.6 % في المعاملات الفورية إلى 16.59 دولارا للأوقية بعد أن سجلت أعلى مستوى في أسبوعين عند 16.62 دولارا خلال الجلسة السابقة.
الأسهم
في المقابل، هبطت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة اليوم، وقادت أسهم "بي تي" التراجع بعد أن أعلنت شركة الاتصالات البريطانية نتائج مخيبة للآمال وخططا لتسريح آلاف الموظفين.
وتلقى القطاع المصرفي دعما من المكاسب التي حققها سهم "رويال بنك أوف سكوتلند" بعد صفقة بمليارات الدولارات لتسوية تحقيقات في الولايات المتحدة حول مبيعات سندات، وكذلك من النتائج الجيدة التي أعلنها "أوني كريديت" أكبر بنك في إيطاليا.
وساعد ذلك على الحد من خسائر المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي الذي تراجع 0.1%.
وارتفع المؤشر "فايننشال تايمز" البريطاني 0.1%، متفوقا في أدائه على البورصات الأوروبية الأخرى بعدما أعلن بنك إنكلترا المركزي، تثبيت أسعار الفائدة عند 0.50% من دون تغيير.
وأوضح البنك في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، أن غالبية الأعضاء يرون أن زيادة سعر الفائدة لم تكن مطلوبة بالوقت الراهن.
وحسب البيان، يتفق جميع الأعضاء على أن أي زيادات مستقبلية في سعر الفائدة من المرجح أن تكون بوتيرة تدريجية وإلى حد محدود.
وكان آخر رفع للفائدة قام به بنك إنكلترا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 من 0.25% إلى 0.5%.
وبحلول الساعة (11:29 تغ)، هبط الجنيه الاسترليني 0.27% إلى 1.351 دولار أميركي، نزولا من 1.354 دولار قبيل إعلان القرار.
يابانيا، ارتفع المؤشر "نيكاي" في ختام التعاملات يوم الخميس 0.4% مع تزايد إقبال المستثمرين على المخاطرة بفضل المكاسب التي حققتها بورصة وول ستريت واستقرار الين،
وحقق قطاع التعدين مكاسب مع بقاء أسعار النفط مرتفعة وارتفع سهم "إنبكس كورب" 3.5 %. وارتفع المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقا 0.3 % لينهي يوم الخميس عند 1777.62 نقطة.
(رويترز، العربي الجديد)