مع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية في اليمن، تلاشت الحرّاثات التي تعمل بالديزل، وعادت بدلاً منها وسائل الحراثة القديمة المعتمدة على محراث الثيران، إضافة إلى محاريث الحمير.
هذا الصيف، يلجأ المزارعون، لا سيما في الأرياف، إلى الحراثة باستخدام الثيران والحمير، التي تجر محاريث الخشب المصنوعة يدويًا كبدائل للحراثات الآلية التي بلغت أسعار إيجارها قرابة 10 آلاف ريال للساعة الواحدة.
وتُعد الزراعة في اليمن من الأنشطة الأساسية التي يمارسها السكان في قطاع تعمل فيه 53% من القوة العاملة، كما يعتمد 50% من السكان على عوائد الإنتاج الزراعي.
المزارع اليمني ليس بعيداً بطبيعة الحال عن نتائج الأحداث التي تعصف بالبلاد، بل كان على رأس قائمة المتضررين في ظل ارتفاع أسعارالمشتقات النفطية، خصوصاً مادة الديزل التي يستخدمها أصحاب الحرّاثات.
كاميرا "العربي الجديد" جالت في ريف تعز للوقوف على معاناة المزارعين.
يسرد أمين البنا، أحد الناشطين في المجال الزراعي، أن لجوء المزراعين للطرق التقليدية في حراثة الأرض، باستخدام الثيران والحمير، هو نتيجة طبيعية للحرب المستمرة في عموم البلاد، إضافة إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي كان يجلبها المزارعون للحرّاثات.
يشير البنا إلى أن الحراثة بالثيران والحمير كانت شبه معدومة قبل اندلاع الحرب، وكانت صنعة يستخدمها الآباء والأجداد قبل عشرات بل مئات السنين، قبل ظهور وسائل الزراعة الحديثة، لكن الحرب أعادتنا إلى ذلك الزمن.
من جهته، يروي المزارع، هزع سيف، أن ارتفاع مادة الديزل الذي بلغ سعر الغالون الواحد منها سعة 20 ليتراً 10 آلاف ريال، ضاعف تكاليف الحراثة.
في سياق متصل، يقول الستيني، ناجي الروداني، وهو أحد الذين يترزّقون من عمل الحراثة بالحمير، إنه يستخدم الحمير مصدر رزق له ولأسرته، مضيفاً بحسرة، أن الحرب دمرت مصادر دخله، وأنه لم يعش قَط ظروفاً أصعب من الآن باعتماده على هذه المهنة إلى جانب الزراعة.
وتتنوع الزراعة الموسمية في اليمن ما بين القمح والشعير والذرة، و"الغٙرِب" و"الدُخن"، وتعتمد في الكثير من المناطق على مياه الأمطار الموسمية.