قبل اغتيال القوات الأميركية الجنرال الإيراني قاسم سليماني، كان الاقتصاد العربي والعالمي يعاني مشكلات جمّة على مستويات السياسة والأمن والاقتصاد والاجتماع، ثم جاء التصعيد مع تصفية سليماني ليفرض تحديات متعاظمة وضعت الأزمة الاقتصادية على خط أكثر تعقيداً.
ولا تبشّر بالخير لاقتصادات المنطقة وشعوبها لهجة التهديد والتهديد المضاد بانتقام وردّ من قبل الأطراف المتصارعة وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإيران، وصولاً ربما إلى حرب مفتوحة لا يمكن توقع مدى آثارها المدمّرة على الصعد كافة، في منطقة تعيش العديد من دولها ظروفاً هشّة للغاية منذ سنوات، ولا سيما في ضوء المتغيّرات السياسية والتراجع الاقتصادي والمعيشي الخطير.
ولأن الدول النفطية تعتمد على إيرادات مبيعاتها لحفز التنمية وتأمين رفاهية شعوبها، ولأن الدول المستوردة تراهن على خفض أسعار مشتقات البترول لتقليص الفاتورة على خزائنها، يؤدي تضارب المصالح دوره في الرهانات على المخاطر ومدى تضرّر دول واستفادة أُخرى منها. لكن في جميع الأحوال، لا يمكن القول إلا أن اندلاع حرب مدمّرة يعني كارثة كبرى على الجميع وفي المقدمة اقتصاديات دول منطقة الشرق الأوسط.
هذا الملف يرصد التطوّرات الاقتصادية والمالية والمصرفية والنقدية والمعيشية منذ اغتيال قاسم سليماني مع بداية العام الجاري.