خلاف أوروبي حول تسوية النزاع التجاري مع واشنطن

30 مايو 2019
عدم الثقة بين ميركل وترامب يهدد مفاوضات التجارة (Getty)
+ الخط -


يدور خلاف بين باريس وبرلين حول تسوية النزاع التجاري الأوروبي مع الولايات المتحدة، الذي تعثرت المفاوضات بشأنه بسبب انشغال الفريق التجاري الأميركي بالحرب التجارية مع الصين.

وبحسب وكالة بلومبيرغ، بينما يرفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن يشمل أي اتفاق تجاري بين الجانبين، الأميركي والأوروبي، المنتجات الزراعية، لا تمانع الحكومة الألمانية أن تشمل المحادثات التجارية المنتجات الزراعية، لكنها ترغب في الضغط على واشنطن بشأن المنتجات المصنعة.
وترغب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الحصول على تنازلات أميركية بشأن الرسوم التي تنوي واشنطن فرضها على السيارات والبالغة 25%.

وتمثل صادرات السيارات الألمانية إلى أميركا نسبة مهمة في النمو التجاري، حيث تبلغ قيمتها 27.2 مليار يورو. وتشكل فائضاً تجارياً لألمانيا يقدر بنحو 22 مليار يورو.

لكن مشكلة ألمانيا، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحاول حرمان الشركات الألمانية من التصنيع، أو حتى استيراد قطع الغيار من مصانعها في المكسيك، وهو ما يرفع من كلفة تصنيعها، كما يطالب كذلك باستيراد ألمانيا للسيارات الأميركية.

ومن بين العراقيل الأخرى التي ستعترض محاولات تسوية النزاع الأوروبي الأميركي نهاية الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي ستفرض قريباً فريقاً جديداً من القيادات الأوروبية، حيث سيتم تعيين رئيس جديد للمفوضية، كما سيتم تعيين مفوض جديد للتجارة.

وهذا الفريق التجاري الأوروبي الجديد من المعتقد أن يكون أكثر عدائية لأميركا من الفريق السابق بعد تقلص نسبة الأحزاب التقليدية في البرلمان الأوروبي.

لكن على صعيد الإيجابيات التي من المتوقع أن تدعم نجاح المفاوضات التجارية، حدة الصراع التجاري بين أميركا والصين.

وبحسب خبراء في معهد بيترسون للدراسات الاقتصادية، فإن أميركا تحتاج إلى أصدقاء لمساعدتها في نزاعها التجاري الشرس مع الصين. وفسر الخبراء، المناخ الإيجابي والتفاهمات التي حدثت بشأن التجارة بين ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في إطار كسب الأصدقاء في معركة واشنطن مع بكين.

وبعد مرور عشرة شهور على اللقاء التاريخي الذي جمع بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، في البيت الأبيض في أغسطس /آب الماضي، الذي بدا فيه الجانبان متفقين تماماً على حل معظم قضايا النزاع التجاري، عادت العلاقات التجارية إلى التأزم خلال الشهر الماضي، بعد تهديد ترامب بفرض رسوم على سلع أوروبية.

وقال ترامب في إبريل/ نيسان الماضي، إنه ينوي فرض رسوم جمركية على سلع خاصة بالاتحاد الأوروبي، بما فيها الجبن والخمر، بقيمة 11 مليار دولار، وذلك رداً على ما وصفته واشنطن بدعم حكومي غير لائق لشركة "إيرباص".

وقال الممثل التجاري الأميركي، إن منظمة التجارة العالمية خلصت مراراً إلى أن الدعم الحكومي الأوروبي لشركة إيرباص له تداعيات سلبية على نمو صناعة الطيران الأميركية.

وهنالك شبه اتفاق بين الجانبين من قبل، مفاده أن يقوم الاتحاد الأوروبي باستيراد كميات إضافية من فول الصويا والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بمليارات الدولارات، وأن ينخرط الطرفان في مفاوضات لإلغاء كافة التعريفات الجمركية والحواجز الاقتصادية الأخرى بين البلدين على كل أنواع البضائع باستثناء ما يدخل تحت بند صناعة السيارات.

وبمقتضى ذلك الاتفاق، لن تفرض الولايات المتحدة تعريفات بنسبة 25% على وارداتها من السيارات الأوروبية، ما دامت المفاوضات قائمة.

ورفض الزعماء الأوروبيون في العام الماضي الدخول في تفاوض مع الولايات المتحدة، قبل إلغاء التعريفات الأميركية على واردات الصلب والألمنيوم التي فرضتها أميركا على الأصدقاء والأعداء. 

وقالت المفوضية الأوروبية في بيان حول المفاوضات، إن المفاوضات هدفها إزالة الحواجز غير التعريفية، عبر تسهيل قيام الشركات بإثبات أن منتجاتها تلبي المتطلبات الفنية في كل من الاتحاد الأوروبي وأميركا، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الحماية في الاتحاد الأوروبي.
المساهمون