ارتفاع حاد في أسعار الأدوات المنزلية بمصر تزامناً مع موسم العرائس

28 مايو 2017
ارتفاع أسعار الأدوات المنزلية (Getty)
+ الخط -

لم يعد ارتفاع الأسعار في الأسواق المصرية مقتصراً على المواد الغذائية والخضراوات والأدوية وغيرها فحسب، بل شمل أيضاً الأدوات المنزلية، إذ تشهد أسعار الأواني المنزلية في مصر ارتفاعاً حاداً، بنسبة تزيد على 60% مقارنة بالعام الماضي، تزامناً مع الإقبال على شراء تلك الأواني بداية شهر رمضان، وخلال فترة الصيف، بسبب "موسم العرائس".

ففي فصل الصيف، تبدأ الفتيات بتجهيز أنفسهن استعداداً للزواج، والذي يزدهر دائماً مع بداية إجازات المدارس والجامعات.

وتسبب ارتفاع أسعار الأواني المنزلية من "أكواب، أوانٍ، أطباق، ملاعق، وعدد من المواد البلاستيكية" بانخفاض الحركة الشرائية، وهو ما أحدث حالة من الغضب بين التجار، والذين اتهموا الشركات برفع الأسعار بشكل غير طبيعي وبصورة شبه يومية، نظراً لغياب الرقابة الحكومية، مؤكدين أن قسماً كبيراً من التجار توقف عن العمل بسبب الغلاء، فيما آخرون قاموا بتخفيض العمالة الموجودة، فضلاً عن وجود نقص كبير في أغلب المنتجات المنزلية المستوردة بسبب ارتفاع التكلفة، خاصة بعد قرار الحكومة بتحرير سعر الصرف، وارتفاع سعر الدولار أمام الجنية المصري.

في المقابل طالب عدد من المتسوّقين بضرورة تكثيف الرقابة على تلك المحال، مؤكدين أن أصحاب المحال التجارية يستغلون حاجة الزبائن وإقبالهم على شراء الأدوات المنزلية برفع الأسعار من دون النظر إلى نسبة الربح المحدودة.

ونتيجة لارتباط الأدوات الكهربائية بالدولار في مصر لكون معظمها مستوردة من الخارج، فقد توقفت أغلب المصانع التي تقوم بصناعة المواد المنزلية، خاصة في محافظة الدقهلية التي تعد قلعة صناعة المواد المنزلية في مصر.


جولة ميدانية

قام "العربي الجديد" بجولة في شارع "عبد العزيز"، والذي يعد أشهر الأماكن في بيع الأجهزة المنزلية والكهربائية، ومن الأسواق الشعبية الكبرى الذي لا يقصده محدودو الدخل أو الفقراء فقط بل الأثرياء أيضاً.

وتبيّن وجود ارتفاع كبير في الأسعار، إذ وصل سعر "الكوب الصيني" إلى 10 جنيهات للقطعة الواحدة، والكوب المصري يتراوح سعره بين 6 إلى 7.5 جنيهات، فيما وصل سعر الأكواب المستوردة عدد "12 كوباً" الى 100 جنيه بعدما كان 35 جنيهاً، فيما المنتج المصري أصبح بـ 100 جنيه بدلاً من 25 جنيهاً، وطقم الكاسات العادي يباع بنحو 180 جنيهاً بدلاً من 110 جنيهات، أما سعر طقم القدور الأستانلس فأصبح بنحو 750 جنيهاً بدلًا من 300 جنيه، وطقم الأركوبيركس المربع وصل الى 1100 جنيه بدلًا من 380 جنيهاً، وطقم الأركوبيركس المدور بات بسعر 1300 جنيه بدلاً من 400 جنيه.

ووصلت أسعار حلل الجرانيت إلى 2900 جنيه بدلاً من 1000 جنيه، وطقم التوابل ارتفع من 100 جنيه الى 400 جنيه، وطقم التوابل البلاستيك ارتفع بدوره من 30 جنيهاً الى 75 و80 جنيهاً، وارتفع أسعار الخلاط العادي من 220 جنيهاً إلى 390 جنيهاً، فيما وصل سعر قلاية البطاطس إلى 120 جنيهاً، والعجانة الى 2500 جنيه، وغيرها من معدات الأواني الغذائية التي يشتهر بها سوق شارع عبد العزيز.

يقول محمود إبراهيم "بائع" "إن الإقبال على شراء الأدوات الغذائية انخفض بنسبة 80% بسبب الارتفاع الهائل في الأسعار، ويظهر ذلك بشكل واضح من خلال المبيعات اليومية"، مؤكداً أنه عادة ما تزدهر حركة البيع في موسم الصيف، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المواطنين لجأوا إلى الأقساط في مناطق إقامتهم بسبب الغلاء في "سوق العتبة" الذي يبيع بالدفع الفوري.

من جهة أخرى، لفت البائع كريم محمد إلى أن هناك حالة كبيرة من الركود في بيع أواني الطعام بسبب الغلاء في الأسعار، مشيراً إلى أن الشركات تعد المسؤولة عن ذلك، بحجج أن الدولار ارتفع، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

من جهته، أرجع رئيس شعبة الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية بالغرفة التجارية أشرف هلال، سبب ارتفاع الأسعار في الأدوات المنزلية إلى ارتفاع سعر الدولار وتأثير ذلك على الاستيراد، بالإضافة لارتفاع الرسوم الجمركية، والتوقف عن الاستيراد من الخارج بعد صدور قرار مجلس الوزراء الذي يقضي بتعليق استيراد بعض المواد الغذائية.

وطالب مسؤولي مصلحة الجمارك بضرورة خفض سعر الدولار الجمركي وتثبيته على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، لتثبيت أسعار السلع التي أصبحت ترتفع يوماً بعد الآخر بسبب زيادة الدولار الاستيرادي والدولار الجمركي وعدم استقراره.

المساهمون