تعمل تونس على خطة تأهيل شاملة في القطاع السياحي، بعد الحصول على وعود من كبار متعهدي الرحلات باستعادة الأسواق الأوروبية، ولا سيما البريطانية منها والألمانية، وزيادة تدفق السيّاح نحوها هذا العام إلى حدود التسعة ملايين سائح. وكانت تونس جذبت نحو 8 ملايين سائح سنة 2018.
ويقوم التأهيل الذي تخطط له وزارة السياحة، بالاشتراك مع العاملين في القطاع، على معالجة نقاط الضعف التي غالباً ما تسبب في هزات عنيفة بعد كل أزمة تحصل في البلاد.
وتمثّل جودة الخدمات وموسمية القطاع بحسب المهنيين، واحدة من أبرز نقاط ضعف السياحة التونسية، يشكو منها متعهدو الرحلات العالميون، الذين دعوا إلى إجراء تقييمات في جودة الخدمات الفندقية، والارتقاء بها بما يمكّن تونس من منافسة الوجهات المحيطة بها مغاربياً ومتوسطياً.
وقالت وزارة السياحة الخميس، إنها ستطلق لجنة لمراجعة تصنيف النزل والفنادق السياحية، في إطار استراتيجية لتطوير قطاع السياحة التونسية في أفق سنة 2020.
وشرح وزير السياحة روني الطرابلسي في تصريح أمس، أن هذا المشروع سيساهم في تطوير النزل والوحدات الفندقية، بمختلف المناطق السياحية من حيث الجودة والتأمين الذاتي والنظافة، بما يسمح بمواكبة المستويات العالمية في هذا المجال.
وتقول المديرة التنفيذية لجامعة النزل والفنادق التونسية فاطمة بالنور لـ"العربي الجديد"، إنه "منذ سنوات تشكل وعي لدى مهنيي السياحة بضرورة تجاوز نقاط الضعف، والمراهنة على تحسين الجانب الخدماتي في القطاع".
وتشرح بالنور، أن المهنيين لا يعارضون أي خطة للارتقاء بجودة الخدمات وإعادة تصنيف النزل، مؤكدة أن مناخ المنافسة يحتدم من عام إلى عام في المحيط المتوسطي، ما يستدعي معالجة سريعة لمختلف نقاط الوهن التي تعاني منها السياحة التونسية.
بدوره، يلفت رئيس جامعة الفنادق والنزل السياحية خالد الفخفاخ، أن إعادة تصنيف النزل مطلب مهني سيتم عبره التركيز على الجانب الخدماتي، على خلاف عمليات التصنيف السابقة التي اعتمدت على البنية التحتية.
ويؤكد لـ "العربي الجديد" أن المهنيين سيكونون في اتصال مباشر مع العملاء، من أجل تحديد مطالبهم وإدراجها ضمن خطة تحسين الخدمات ، مشيراً إلى أن الدول التي حققت نقلة نوعية في القطاع السياحي اعتمدت منهجاً مماثلاً.
ووعدت وكالة السفر العالمية "توماس كوك" بدعم الوجهة التونسية، من خلال تكثيف الرحلات والوفود من بريطانيا ومن بقية الدول الأوروبية. وتوقع ممثلو الوكالة قدوم قرابة 100 ألف سائح بريطاني إلى تونس خلال 2019.
وفي وقت سابق، طلبت تونس إلى مكتب الدراسات العالمي "رولاند برغر" إنجاز الدراسة الاستراتيجية حول تطوّر القطاع السياحي، من أجل صياغة مقترحات تكون بمثابة "خريطة طريق" للتأقلم مع المتغيرات الكبيرة التي شهدتها السياحة العالمية في السنوات الأخيرة.
وأوصت الدراسة بأهمية تحقيق الجودة الشاملة، وتنويع المنتج وأنماط الإيواء، وتركيز الإعلانات على المنتجات المجددة، وتأهيل العرض ومراجعة المقاييس المعتمدة حالياً في تصنيف النزل وتعزيز آليات المراقبة.