صواريخ الحوثيين تهدد النفط السعودي والملاحة البحرية

05 ابريل 2018
استهداف ناقلة نفط سعودية قبالة البحر الأحمر(GETTY)
+ الخط -



بعد يوم من استهداف ناقلة نفط سعودية في المياه الدولية قبالة ميناء الحديدة اليمني، أعلن المتمردون الحوثيون مساء أمس الأربعاء، عن استهداف مصفاة نفط تابعة لشركة أرامكو، في تطور خطير يهدد منشآت النفط السعودي على اليابسة وسينعكس على حركة النقل في البحر الأحمر حيث تمر 10% من التجارة العالمية.

وأعلن متحدث باسم تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية استهداف ناقلة نفط سعودية من قبل الحوثيين، بعد ظهر الثلاثاء قبالة ميناء الحديدة اليمني، وأشار إلى حدوث أضرار طفيفة بالناقلة، مؤكداً أنها استكملت مسارها شمالاً ترافقها سفينة حربية.

وقالت الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (بحري) اليوم الخميس إن إحدى سفنها، ناقلة النفط أبقيق، استهدفت في هجوم في الثالث من أبريل/ نيسان أثناء إبحارها في المياه الدولية غربي ميناء الحديدة اليمني.

وأضافت الشركة في بيان أن الناقلة اصيبت فقط بأضرار طفيفة ولم تحدث أي اصابات بأفراد طاقمها ولم تتأثر شحنتها، وقالت إن الناقلة استأنفت بنجاح رحلتها باتجاه الشمال في البحر الأحمر.

من جانبهم، أكد محللون اقتصاديون لـ "العربي الجديد" إن خطوط الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى، مع استمرار الحرب في الساحل الغربي لليمن بين قوات الحكومة المدعومة من السعودية وقوات المتمردين في معركة تهدف لاستعادة ميناء الحديدة، وهو ما يدفع الحوثيين إلى استهداف السفن الحربية للتحالف وتهديد حركة المرور.

واستمرار هجمات الحوثيين في الفترة القادمة يهدد قرابة 16 ألف سفينة تجارية تعبر كل سنة في مضيق باب المندب، الواقع بين خليج عدن والبحر الأحمر، فضلاً عن استهداف نحو 30% من النفط الخام العالمي، الذي يستخدم هذا المسار البحري.

وقال الخبير في الملاحة البحرية أحمد حسان لـ "العربي الجديد" إن منطقة البحر الأحمر باتت تحظى باهتمام عالمي متزايد وسباق دولي وإقليمي في معركة لبسط النفوذ وحماية المصالح، ولذا فإن هجمات الحوثيين تهدد هذه المنطقة بالانزلاق إلى الساحة الدولية مع تنامي المخاطر البحرية.

ودان البيت الأبيض، الأربعاء، هجوم الحوثيين على ناقلة النفط السعودية في البحر الأحمر، واعتبره تهديداً لحركة الملاحة التجارية العالمية بشكل معلن.

وفي يناير هددّ الحوثيون بشكل علني بالهجوم على حركة الملاحة التجارية الدولية في البحر الأحمر. وقد أطلقوا هذا الهجوم بالقرب من ميناء الحُديدة الحيوي.

وكان القيادي في جماعة الحوثيين صالح الصماد هدد خلال يناير باستهداف حركة الملاحة في البحر الأحمر، وقال في تصريحات نقلتها وكالة سبأ الخاضعة للجماعة: "إذا وصل الحل السياسي إلى طريق مسدود، واستمر تصعيد التحالف باتجاه ميناء الحديدة هناك خيارات، سيتم استخدامها في طريق اللاعودة، ومنها قطع طريق الملاحة الدولية في البحر الأحمر".

ومنذ نهاية 2017، شهدت قدرات الحوثيين البحرية تطوراً لافتاً، وباتوا يستخدمون أسلحة وتكتيكات متقدمة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن، والمناجم البحرية، والهجمات بالقوارب السريعة وحتى القوارب بدون طيار المحملة بالمتفجرات، بالإضافة إلى الألغام البحرية.

وحذرت أميركا، منتصف العام الماضي، السفن التجارية والتي تسير بحركة ملاحتها الدولية مروراً بمضيق باب المندب نحو البحر الأحمر او المحيط من أخطار محدقة حقيقية تعود إلى ألغام بحرية القى بها الحوثيون في مياه المضيق.

ووجه المكتب الخاص للدفاع والمخابرات البحرية الأميركية انذاراً إلى السفن التجارية محذراً اياها من مخاطر وجود الغام بحرية في مضيق باب المندب بالقرب من مدخل ميناء المخا

ولفت المكتب إلى امكانية انفجار الألغام المائية المعروفة بانفجارها على الفور حال فُكت من اسلاكها ما سيزيد من الخطر على جميع السفن المارة بالمنطقة.

ونوه المكتب الأمريكي، في تقرير منشور، ان الحوادث المتكررة في البحر خاصة تلك التي تشمل سفن الشحن المدنية يمكن ان تزيد من تأجيج الصراع ونقله إلى المستوى الدولي بدلاً مما هو عليه الأن من اقليمي، اضافة إلى دفع دول اخرى غير مشاركة في الاحداث باليمن إلى الدخول على خط الازمة اليمنية.

وبشأن مضاعفات تعرض الممرات المائية للخطر، قال تقرير عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إن إغلاق الممرات المائية في الشرق الأوسط المزدحمة بناقلات النفط ولو بشكل مؤقت "يمكن أن يؤدي إلى زيادات كبيرة في تكاليف الطاقة الإجمالية وأسعار الطاقة العالمية".

وقبل الهجوم الأخير على ناقلة النفط السعودية، شن الحوثيون هجمات على سفن حربية في مضيق باب المندب أو على مقربة منه في خمس مناسبات على الأقل منذ نهاية عام 2016. 

ويجدد استهداف الحوثيين للبوارج الحربية والسفن التجارية، المخاوف من توقف حركة الملاحة في مضيق باب المندب وهو الشريان الأساسي لتوريدات نفط الخليج إلى أوروبا وأنحاء العالم من خلال قناة السويس، ويمر عبره أكثر من 21 ألف سفينة سنوياً، محملة بشتى أنواع البضائع.

وقال اقتصاديون لـ "العربي الجديد" إن "تجدد حوادث استهداف حركة السفن قد يثير قلق شركات الشحن العالمية، ومخاوفها من قدرة الحوثيين على تهديد باب المندب والخط الملاحي الدولي، الذي يمر من خلاله مجدداً".

فيما أشار متخصصون في التأمين إلى أن هجمات الحوثيين ستؤدي إلى ارتفاع تكاليف التَّأمين بالنسبة لشركات الشَّحن، ما قد يدفع بعض الشركات إلى تحويل سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وهو ما قد يؤثر سلباً على إيرادات قناة السويس.
وأكد خبير التأمين البحري، بلال أحمد، أن حرب اليمن منذ ثلاث سنوات انعكست سلباً على قطاع صناعة التأمين ورفعت أسعار التأمين على البضائع، وأن هجمات الحوثيين والحرب في الساحل الغربي لليمن تكشف عن انعدام الأمن البحري عبر موانئ البحر الأحمر.

وقال أحمد لـ"العربي الجديد" إن "الهجمات الجديدة ربما تدفع لارتفاع جديد في أسعار التأمين على الشحن التجاري إلى موانئ البحر الأحمر وخليج عدن، مما سيؤدي إلى ارتفاع في أجور الشحن ويزيد أيضاً من تكلفة البضائع".

وفي ردود الأفعال على استهداف ناقلة النفط السعودية، قال خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة السعودي "إن ما تعرضت له ناقلة النفط السعودية غرب ميناء الحديدة من اعتداء إرهابي حوثي، ما هو إلا محاولة يائسة للتأثير في أمن الملاحة الدولية، باءت بالفشل"، وأكد الفالح أن "الاعتداء لن يؤثر في النشاط الاقتصادي أو يعطل إمدادات النفط".

وغير تهديد حركة الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، يستهدف الحوثيون منشآت النفط داخل الأراضي السعودية، وأطلقت جماعة الحوثيين صاروخاً على صهاريج تخزين تابعة لشركة أرامكو العملاقة للنفط في محافظة جازان، جنوب غرب السعودية، يوم الأربعاء، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ التي تسيطر عليها (الجماعة).

وبينما تكرر "أرامكو" أن منشآتها آمنة ولم تستهدف عقب كل عملية هجومية للحوثيين، يرى محللون أن تزايد هجمات الحوثيين بالصواريخ على منشآت حيوية سعودية منها منشآت الطاقة، سيلقي بتداعيات على سوق الطاقة العالمي وأسعار النفط وعلى بيئة الأعمال والاستثمار السعودية.
المساهمون