تركيا تتعاقد على شراء الغاز الأميركي

21 نوفمبر 2019
سفينة غاز مسال في الموانئ التركية (Getty)
+ الخط -


تتجه تركيا لاستيراد الغاز المسال الأميركي وتقليل واردات الغاز الطبيعي الروسي، ضمن استراتيجية جديدة لأمن الطاقة مبنية على تنويع مصادر استيراد الغاز، وكذلك تنويع مصادر الطاقة خلال السنوات المقبلة. 

وتسعى تركيا لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي الذي يهيمن حالياً على سوق الوقود في تركيا ويمثل نسبة 53% من استهلاكها من الغاز.

وفي إطار هذه الاستراتيجية، اتجهت شركة بوتاس خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي للتعاقد على 70 شحنة من الغاز المسال من الشركات الأميركية، وذلك وفقاً لما ذكرته نشرة "أويل آند غاز ـ يورو آشيا". ويخدم استيراد الغاز المسال الأميركي العلاقات التجارية الأميركية التي تحرص عليها أنقرة.

وفي ذات الشأن، قالت صحيفة "أوراسيا ديلي" الروسية، أمس الأربعاء، إن استيراد تركيا للغاز الروسي تراجع في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.

وحسب الصحيفة، خفضت تركيا استيراد الغاز الروسي بمقدار الثلث، وأن الحجم الذي تم تسليمه خلال تسعة أشهر كان يكفي فقط للضخ عبر خط أنابيب "السيل الأزرق" الموضوع في الخدمة.

وعزت المصادر الروسية انخفاض واردات تركيا من الغاز الروسي لأسباب الأزمة الاقتصادية في أنقرة، وانخفاض أسعار الغاز في أوروبا. ولكن نشرة "أويل آند غاز ـ يورو آشيا"، ترى غير ذلك، وتقول إن خفض تركيا لاستيراد الغاز يأتي في إطار استراتيجية أمن الطاقة التركية عبر تنويع مصادر الغاز وتنويع مصادر الطاقة، إضافة إلى أن شركة بوتاس التركية تجد حالياً أن شراء الغاز المسال أرخص من غاز الأنابيب.

وفي هذا الشأن نسبت النشرة إلى خبير الغاز الطبيعي الزميل بمعهد "إيست ويست إنستيتيوت"، دانيال بوتشكاريوف، قوله، "عادة ما يتم تسعير الغاز المستورد عبر الأنابيب على مؤشر سعري للنفط متأخر زمنياً، أي أن العقود المستوردة خلال العام الجاري تم تسعيرها على أساس سعر النفط في العام الماضي، وكانت أسعار النفط في العام الماضي مرتفعة. وهذا العامل جعل الغاز المسال أرخص بالنسبة لتركيا من الغاز المستورد عبر الأنابيب". 


وحسب النشرة رفعت شركة "بوتاس" مشتريات الغاز خلال العام الجاري من أذربيجان، كما أن الشركة لديها عقود لشراء الغاز المسال مع كل من "قطر غاز" وشركة سوناطراك الجزائرية ونيجيريا. 

وتقول النشرة إن عقود بوتاس مع شركة "قطر غاز" تنتهي في العام المقبل، كما أن تعاقداتها مع شركة سوناطراك تمتد حتى نهاية عام 2024 ومع نيجيريا تمتد حتى نهاية عام 2021.

وحسب بيانات غاز بروم انخفض تصدير الغاز الروسي إلى البلقان وتركيا في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام بمقدار 7 مليارات متر مكعب. وجاء التراجع في صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، هذا العام، إذ تراجع صادرات الغاز إلى كل من رومانيا وبلغاريا واليونان.

ويرى الخبير بوتشكاريوف أن أسعار النفط بلغت ذروتها العام الماضي. وبالتالي، فإن الإمدادات عبر خطوط الأنابيب إلى تركيا بموجب العقود طويلة الأجل باتت أكثر تكلفة.

وأضاف: "ستكون أسعار الغاز الطبيعي المسال في تركيا أرخص قليلاً من الغاز الروسي حتى شهر أكتوبر، ولكن في نهاية عام 2019 سيصبح الغاز الروسي أكثر تنافسية". 

ووفقا له، في هذه الحالة، ربما سيختار المشترون الأتراك الحد الأدنى الإلزامي للعقود الروسية ويستخدمون عامل استيراد الغاز الطبيعي المسال في المفاوضات بشأن سعر إمدادات الغاز الروسي.

وتقوم استراتيجية أمن الطاقة التركي على ثلاثة أعمدة، وهي خفض الاعتماد على مصدر واحد في استيراد الغاز، أي خفض استهلاك الغاز الروسي البالغ حالياً نسبة 53% من إجمالي استهلاك الغاز في تركيا. وتنويع مصادر الطاقة، أي التوجه لإنتاج الطاقة المتجددة وزيادة إنتاج الفحم الحجري والطاقة الذرية، وكذلك بناء مخزونات من الغاز المسال.

أما الشق الثالث من الاستراتيجية، فهو مبني على تحويل تركيا "مركزاً لتصدير الغاز" إلى أوروبا في المستقبل. ولهذا السبب وافقت تركيا على إنشاء خط الأنابيب "تركيش ستريم" الذي سيساهم في أمن الطاقة ويساهم في تصديرها الغاز إلى أوروبا.
دلالات
المساهمون