يصر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على افتراض قيمة شركة "أرامكو" بتريليوني دولار عند الطرح الأولي لأسهمها، لكن طموح الأمير الشاب بات في مأزق حرج جداً مع اعتقاد الخبراء بأن قيمة عملاق النفط ينبغي خفضها إلى تريليوني دولار فقط.
وتعني تقديرات الخبراء أن اعتماد فرضيتهم بشأن قيمة "أرامكو" من شأنه أن يفقدها رُبع قيمتها (25%) عند طرحها في الأسواق، بما يتناقض مع توقعات رؤية بن سلمان المُربك منذ تفجر أزمة اغتيال الكاتب السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وكالة رويترز نقلت عن مصادر صناعية ومصرفية قولها إن محمد بن سلمان يصر على قيمة قدرها تريليونا دولار لشركة النفط أرامكو، حتى رغم أن بعض المصرفيين ومصادر قريبة من الشركة يقولون إنه ينبغي للمملكة أن تقلص القيمة المستهدفة لعملاق النفط إلى حوالي 1.5 تريليون دولار.
وحدد بن سلمان قيمة أرامكو عند تريليوني دولار في أوائل 2016 عندما اقترح في البداية بيعا للأسهم لتنويع اقتصاد المملكة بما يقلص اعتمادها على النفط.
وقال مصدر قريب من أرامكو ومصدر آخر على دراية بخطط الطرح العام الأولي إن ولي العهد ما زال متمسكا بهذه القيمة، حتى رغم أن بعض البنوك تعتقد أن تحقيقها سيكون صعبا.
وعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية كثفت الدول مساعيها للتحول من الوقود الإحفوري للحد من ارتفاع درجات الحرارة في العالم وهو ما يضع أسعار النفط تحت ضغط.
ومن شأن فجوة في تقديرات قيمة أرامكو أن تعرقل أي بيع للأسهم. وقال المصدر المطلع على خطط الطرح العام الأولي "إذا لم تقيّم السوق أرامكو على نحو مناسب فإنهم ليسوا في عجلة من أمرهم للذهاب إلى طرح عام أولي... هم يمكنهم دائما التأجيل".
وأضاف قائلاً "هم لديهم الأدوات المناسبة للمناورة وهم ليسوا في موقف ضعيف لتنفيذ الطرح العام الأولي لأرامكو ما لم تكن هناك قيمة تحقق أهداف الرؤية والمصلحة الوطنية".
وتضع التباينات الكبيرة في تقدير قيمة أرامكو طرح الشركة في مهب التأخير إلى أجل غير معلوم على وجه الدقة، بعدما تعثرت هذه العملية مراراً وتكراراً.
(رويترز، العربي الجديد)