روسيا تلتهم ثروات سورية.. استئجار ميناء طرطوس نصف قرن

21 ابريل 2019
موسكو تسعى للسيطرة على القطاعات الحيوية في سورية(فرانس برس)
+ الخط -
كشف نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، أن حكومة النظام السوري تدرس تأجير ميناء طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لموسكو لمدة 49 عاماً. 


وحسب مراقبين لـ"العربي الجديد" تعد هذه الخطوة تفريطاً جديداً للنظام السوري في ثروات البلاد لصالح حلفائه في الحرب.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن بوريسوف قوله إنه يأمل في توقيع عقد بين البلدين خلال الأسبوع المقبل، قائلاً "ستستأجر موسكو بموجبه ميناء طرطوس لمدة 49 عاما من أجل استخدامه من قبل قطاع الأعمال الروسي".

وقال بوريسوف بعد لقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد، أول من أمس، إن المسألة المحورية التي تعطي زخماً إيجابياً هي موضوع استخدام ميناء طرطوس بعد أن حقق الجانبان "تقدما ملحوظا" في هذه المسألة، مشيراً إلى أن إيجار الميناء لروسيا تمت دراسته في أثناء جلسة للجنة الحكومية المشتركة بين الدولتين.

كما نقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، أول من أمس، عن بوريسوف قوله للصحافيين عقب لقائه الأسد: إنه "سيجرى استخدام الميناء لأغراض اقتصادية ولوجيستية".

ولم تتطرق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) التي نقلت خبر لقاء الأسد وبوريسوف إلى موضوع تأجير ميناء طرطوس.

وفي تعليقه على الخطوة أكد الخبير الاقتصادي السوري محمود حسين، أن روسيا سارعت للسيطرة على مرفأ طرطوس، مستغلة الضائقة التي يعيشها نظام الأسد، قائلاً إن "موسكو تقايض فك بعض العزلة وتأمين سلع ومشتقات نفطية مقابل الحصول على أهم مرفأ بسورية ولمدة طويلة، وربما وعدت أن المواد والسلع الروسية التي ستدخل المرفأ لا يمكن تطبيق العقوبات الأميركية عليها، وهذه خدعة ليس إلا".

ويضيف الاقتصادي السوري لـ"العربي الجديد": "بات الاحتلال الروسي واقعاً لسورية، فماذا يعني استئجار الميناء لنحو نصف قرن، بعد التمدد بما يسمى القاعدة العسكرية والسيطرة على مطار حميميم، أليس احتلالاً كاملاً لأهم مصادر الثروة بسورية، خاصة إن أخذنا بالاعتبار، أن موسكو وقعت اتفاقات مع نظام الأسد، حول النفط والغاز والكهرباء والفوسفات.

ويعتبر حسين أن نظام الأسد شارف على الإفلاس، وبدأت روسيا وقبلها إيران، في السعي لتحصيل الديون والقروض وثمن النفط والأسلحة، التي منحاها لنظام الأسد خلال سنوات الحرب.

وحسب حسين، تركز روسيا على المشاريع مضمونة الربح وسريعة العائد، مثل الغاز والنفط والكهرباء.

كذلك وضعت روسيا يدها على الفوسفات السوري، إذ صادق مجلس الشعب السوري، العام الفائت، على عقد بين المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية السورية وشركة "ستروي ترانس غاز" الروسية بخصوص استثمار واستخراج خامات الفوسفات من مناجم الشرقية في تدمر.

وكانت حكومة نظام الأسد وروسيا قد وقعتا خلال اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين التي عقدت بمدينة سوتشي الروسية خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2017 على اتفاقات عديدة، وفي مقدمتها مشروعات تأهيل النفط والكهرباء واتفاقية تسهيل جمركية بدأ تطبيقها مطلع العام الماضي.