أنفلونزا الصين تصيب الأسواق العالمية بالهبوط والقلق

21 يناير 2020
هبوط في البورصة اليابانية (بهروز مهري/ فرانس برس)
+ الخط -
تتصاعد المخاوف بشأن فيروس تاجي جديد منشؤه الصين، بما يُذكر المستثمرين بالتداعيات الاقتصادية لأزمة الفيروس سارس في 2003، الذي قتل زهاء 800 شخص، لا سيما في ضوء تنامي خطر انتقال العدوى بين مئات الملايين من المسافرين خلال موسم رحلات عطلة السنة القمرية الجديدة.

وارتفعت اليوم، الثلاثاء، كلفة التأمين على ديون الصين بعدما أكدت السلطات ظهور سلالة جديدة من الفيروس التاجي يمكن انتقالها بين البشر، وهو ما زاد المخاوف من تضرر الاقتصاد في وقت تتباطأ فيه بالفعل وتيرة النمو. وأفادت بيانات آي.إتش.إس ماركت بأن كلفة التأمين على ديون الصين لخمس سنوات ارتفعت ثلاث نقاط أساس عن إغلاق الاثنين، لتصل إلى 33 نقطة أساس، وهو المستوى الأعلى في نحو أسبوعين. 

وفيما هبطت البورصة الصينية 1.4%، تراجعت الأسهم الأوروبية، اليوم الثلاثاء، وتراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8% في الساعة 0806 بتوقيت غرينتش، في خسائر شملت شتى القطاعات.

وكانت أسهم مصنعي المنتجات الفاخرة - ذوي الانكشاف الكبير على الصين، مثل ال.في.ام.اتش وكيرينغ وهيرميس وبوربري - من أكبر الخاسرين. ونزل مؤشر قطاع البنوك حوالي 1% مع خفض يو.بي.اس، أكبر بنوك سويسرا، أهدافه للربحية.

وهبط المؤشر نيكي الياباني القياسي 0.91% إلى 23864.56 نقطة، لينزل عن ذروة 15 شهرا المسجلة أمس الإثنين، في حين فقد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.53% مسجلا 1734.97 نقطة.

وكانت شركات الطيران هي الأسوأ أداء بين قطاعات بورصة طوكيو الثلاثة والثلاثين، حيث تراجع مؤشرها 2.5% بفعل المخاوف من تضرر الطلب على السفر جراء وباء.


وانخفضت أسهم أنا هولدنغز 2.2% والخطوط الجوية اليابانية ثلاثة في المائة. وهوى سهم اتش.آي.اس للسفر 5.1%، في حين فقد سهم الشركة المشغلة لمطار هانيدا في طوكيو 4.5%. في المقابل، ارتفعت أسهم أخرى مستفيدة من مخاوف تفشي الفيروس. 

فقد قفز سهم أزيرث للملابس الواقية 16.2% إلى الحد الأقصى اليومي، في حين صعد سهم ايرتك اليابان، المصنعة لمنتجات تنقية الهواء، 8%.

وزاد سهم شيكيبو، المنتجة لأقنعة الوقاية من الفيروسات، 10.8%، وقفزت أسهم نيبون أفيونيكس، لكاميرات الأشعة تحت الحمراء، 17.1%.

وهوى اليوان الصيني، اليوم الثلاثاء، مبتعدا عن ذروة ستة أشهر مقابل الدولار، في حين صعد الين الياباني، حيث أوقد انتشار فيروس شبيه بفيروس الالتهاب الرئوي في الصين شرارة نوبة مفاجئة من تحاشي المخاطرة وأحدث هزة في الأسواق العالمية.

وأعلنت الصين عن حالة وفاة رابعة بالفيروس التاجي الجديد مع استمرار تزايد عدد الإصابات.

وقال كيت جوكس، المحلل في سوسيتيه جنرال: "لدينا ين قوي وفرنك سويسري قوي، وتحاشي المخاطرة يُطبق على كل شيء. ستكون مفاجأة كبيرة لو أنه غير الاتجاه العام من الآن فصاعدا، لكن الوقت ما زال مبكرا".

وفي أسواق العملات، تحمل اليوان معظم عبء المخاوف، إذ هوى نحو 0.7% في التداولات الخارجية إلى 6.9126 للدولار، لينزل عن ذروة ستة أشهر التي سجلها أمس الاثنين. وفي السوق المحلية، سجل اليوان أضعف سعر له في أكثر من أسبوع عند 6.9094.

وأثرت التحركات على العملات الأخرى في آسيا المرتبطة بحركة التجارة والسياحة الصينية، ليفقد الدولار الأسترالي 0.4% مسجلا 0.68445 دولار، في أضعف سعر له خلال أكثر من شهر. وهبط الدولار النيوزيلندي إلى 0.6590 دولار، في حين نزل الوون الكوري الجنوبي 0.8%.

في المقابل، ارتفع الين 0.2% إلى 109.97 للدولار، حيث هرع المستثمرون إلى الملاذات الآمنة، مثل العملة اليابانية وسندات الخزانة الأميركية. واستفاد الفرنك السويسري أيضا ليلامس 0.96800 للدولار.

واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات، عند 97.602، ليظل قرب أعلى مستوياته في شهر. وتراجع اليورو والجنيه الإسترليني أمام الدولار، مع عودة التركيز إلى بيانات تصدر في وقت لاحق اليوم من أجل استقاء المؤشرات على التوقعات الاقتصادية.

وسجلت العملة الأوروبية الموحدة 1.10875 دولار. واليورو عالق في نطاق ضيق قبل اجتماع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، والذي من المتوقع أن يشهد إطلاق مراجعة شاملة لاستراتيجية البنك، بما في ذلك هدفه للتضخم.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون