المغرب قلق من ارتفاع أسعار السلع في رمضان

30 مايو 2015
مغاربة يتسوّقون في متجر بالرباط (Getty)
+ الخط -
توالت رسائل التطمين التي تبثّها الحكومة المغربية، في الأيام الأخيرة، إلى المستهلكين، حول وضعية السوق في شهر رمضان، حيث أكدت أن العرض من المنتجات يغطي الطلب، وشددت على استنفار الهيئات التي تتولى المراقبة، غير أنه رغم هذه التطمينات التي تلجأ إليها السلطات العمومية في المغرب في كل عام، تشهد بعض المنتجات ارتفاعاً في الأسعار، خاصة في الأيام الأولى من الشهر.
وقد أكد الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة، محمد الوفا، قبل يومين، أن الطاقة التخزينية متوفرة، مضيفاً أنه شرع منذ يناير/ كانون الثاني في استيراد كميات مهمة من المنتجات، ومشدداً في الوقت ذاته على أن المصالح المكلفة بالمراقبة، مدعوة لإلزام التجار بإشهار الأسعار والحد من ظاهرة التخزين السري الذي يهدف إلي المضاربة.
وكان المغرب قد تبنى منذ سنوات قانون حرية الأسعار والمنافسة، حيث أصبحت الأسعار تحدد وفق قانون العرض والطلب بالنسبة للمنتجات غير المحددة أسعارها، هذا ما يجعل المراقبة تنصب في معظم الأحيان على إشهار الأسعار والجودة.

وأول أمس شدد وزير الداخلية، محمد حصاد، على ضرورة تحقيق رؤية منسجمة وموحّدة لمضاعفة نجاعة تدخل السلطات العمومية في مجال تموين الأسواق وضمان شفافية المعاملات التجارية وضمان الجودة وحماية القدرة الشرائية للمواطنين.
فيما عقد وزير الداخلية اجتماعاً، بالاشتراك مع وزراء آخرين، مع رؤساء أقسام الشؤون الاقتصادية بجميع محافظات المغرب، لمعرفة حالة السوق في شهر رمضان، حيث شدد على تكثيف المراقبة التي تقوم بها الهيئات المختصة على الصعيدين المركزي والمحلي.
وانشغل الاجتماع بالموجود من غاز الطهي، على اعتبار أن استهلاكه يرتفع بنسبة 10% في شهر رمضان، حيث أكدت وزارة الطاقة والمعادن أن الكميات المتوفرة لشهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز، والمقدّرة على التوالي بـ173 و178 ألف طن، تُمكّن من تغطية الطلب المحلي.
التطمينات نفسها عبّرت عنها وزارة التجارة ووزارة الفلاحة والصيد البحري حول الحليب واللحوم والبيض والطماطم والتوابل والسكر، غير أن وزارة الفلاحة أوضحت خلال الاجتماع أن أسعار الطماطم قد تشهد بعض الارتفاع في الأيام الأولى لرمضان، لاعتبارات لا علاقة لها بالعرض.
ورغم إعلان الحكومة عن وفرة العرض من المنتجات في شهر مضان، إلا أنه جرت العادة على أن يشتكي المستهلكون من ارتفاع الأسعار. ويقول بوعزة الخراطي، رئيس الفيدرالية المغربية لحقوق المستهلك، إن الأسعار ترتفع في الأيام الأولى من الشهر الفضيل، على اعتبار أن الأسر تسعى إلى تأمين مخزون كاف من المواد في بداية رمضان، ما يحدث خللاً بين العرض والطلب يفضي عادة إلى ارتفاع الأسعار.
غير أن الخراطي يتصور أن ذلك التفسير ليس حاسماً للتسليم بارتفاع الأسعار في شهر رمضان، فهو يرى أن السوق المغربي غير مهيكل بما يكفي، ما يسهّل تدخل الوسطاء، وهو ما يرفع الأسعار.

المساهمون