الشركات الأميركية والصينية تخشى اندلاع حرب تجارية شاملة

16 يونيو 2018
نذر حرب تجارية (Getty)
+ الخط -
أعربت الشركات والمجموعات التجارية الأميركية والصينية عن قلقها من تداعيات النزاع التجاري المتصاعد بين القوتين الاقتصاديتين العظميين على أعمالها، بعد تجدد المواجهة التجارية بين البلدين وإعلانهما فرض رسوم متبادلة.

ودعت "كارغيل"، كبرى الشركات الأميركية الخاصة المصدرة المنتجات الزراعية، إلى حوار بين واشنطن وبكين يجنب الشركات والمزارعين والمستهلكين حربا تجارية شاملة.

وقال نائب رئيس كارغيل ديفري بونر فورمرك، إن "النزاع التجاري... سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على النمو الاقتصادي وخلق الوظائف وسيؤذي الشركات الأكثر عرضة للتداعيات في العالم".

بدورها، قالت متحدثة باسم شركة تجارة الحبوب آرتشر دانييلز ميدلاند إن الحوار الثنائي يجب أن يستمر، مضيفة أن الصين "سوق مهمة للصادرات الغذائية والزراعية الأميركية".

ويأتي إعلان الجمعة في أعقاب أشهر من المفاوضات الدبلوماسية والمكوكية أحيانا بين واشنطن وبكين، طرحت خلالها الصين شراء كمية أكبر من السلع الأميركية، إلا أن اقتراحها لم ينجح في تهدئة اعتراضات الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العجز المتزايد في الميزان التجاري والسياسات الأميركية لتنمية الصناعة.

وصرّحت مجموعة الضغط "المزارعون المؤيدون للتبادل الحر" بأن "الأمر لم يعد نظريا بالنسبة إلى المزارعين الأميركيين بل بات مصدر قلق فعليا"، ما يعكس الشعور بالعجز العام إزاء القرارات التي تصدر عن واشنطن.

والصين هي المشتري الأول للصويا الأميركية؛ فقد استوردت منها ما قيمته 12 مليار دولار في 2017 أي نحو 30% من إنتاج البلاد، والتهديد بعودة التوتر بين بكين وواشنطن أصاب السوق في الصميم هذا الأسبوع وأدى إلى تراجع سعر الصويا بأكثر من 6%.

وزادت المجموعات التجارية الأميركية من حدة انتقاداتها، بينما أعلنت شركات كبرى كـ"بوينغ" أنها ستباشر تقييم الأثر المحتمل للرسوم.

وبلغت إيرادات بوينغ من الصين نحو 12,8% من مجموع إيراداتها للعام 2017، وهي غالبا ما تُعتبر من بين الشركات الأميركية العالمية الأكثر عرضة لمخاطر حرب تجارية شاملة.

وقال المتحدث باسم بوينغ تشارلز بايكرز: "نجري تقييما لتلك الرسوم ولتداعيات أي إجراء متبادل على إمداداتنا وأنشطتنا التجارية".

وتابع المتحدث: "سنستمر بالتواصل مع قادة البلدين للدفع باتجاه حوار مثمر من أجل إيجاد حل للخلافات التجارية، وتسليط الضوء على الفوائد الاقتصادية المشتركة لقطاع طيران قوي ومزدهر".

من جهتها، رحبت الجمعية الأميركية للألبسة والأحذية بتخلي إدارة ترامب عن خطة سابقة لفرض رسوم على تجهيزات أساسية ومعدات مستخدمة في القطاع، إلا أنها قالت الجمعة إن الإجراءات الانتقامية الصينية قد تضر بالمزارعين الأميركيين وبقطاع صناعة النسيج وقد ترفع تكاليف إمدادات القطاع.

وقال رئيس الجمعية ريك هلفنباين إن "الرئيس ترامب يصر على الرسوم ويعتقد أنه يملك الحرية في فرضها، لكن هناك عواقب خطيرة"، وتابع هلفنباين: "على الكونغرس التدخل الآن لوضع حد لهذا الهاجس الخطير".


يقول روجر جونسون رئيس الاتحاد الوطني للمزارعين، النقابة الزراعية الثانية في البلاد في بيان: "ندعم هدف الإدارة بتقليص العجز التجاري الهائل للولايات المتحدة... لكن منظمتنا تخشى بشكل متزايد من أن هذه الإدارة ليست لديها خطة لضمان عدم تحول المزارعين ومربي المواشي إلى كبش فداء".

ومن بين المجموعات الأميركية المعارضة للرسوم "بزنس راوندتيبل" (الطاولة المستديرة للأعمال) وغرفة التجارة الأميركية، كذلك سيكون قطاع صناعة السيارات الأميركي، الذي يَعتبر الصين إحدى أسواق النمو الرئيسية له، أحد القطاعات التي ستطاولها الرسوم.
وباعت شركة "فورد" الأميركية 338386 سيارة حتى الآن في الصين في 2018، أي ما يقارب ثلث مبيعاتها في الولايات المتحدة، وكانت رحبت بخطة صينية لخفض الرسوم على قطع الغيار.

وكانت وضعت خططا لخفض أسعار استيراد سيارات "لينكولن"، لكن مصير ذلك سيكون في مهب الريح ولا سيما أن رسوما إضافية ستفرض على السيارات العاملة على الغاز والسيارات الكهربائية.


(فرانس برس، العربي الجديد)
المساهمون