مخزونات النفط الأميركية ترفع أسعار النفط

13 ديسمبر 2018
خفوت الحرب التجارية بين بكين وواشنطن يدعم أسعار النفط(Getty)
+ الخط -
ارتفعت أسعار النفط، اليوم الخميس، بدعم من انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية ومؤشرات على انحسار الحرب التجارية، فيما توقعت الوكالة الدولية للطاقة تسارع شح المعروض وصولاً إلى الدخول في عجز سنة 2019 على ضوء مقررات اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ومنتجين آخرين الأسبوع الماضي.

ولقيت الأسعار دعماً من انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية ومؤشرات على انحسار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين وأكبر مستهلكين للنفط في العالم.

كما تتلقى أسعار النفط الخام الدعم من تخفيضات إنتاج تقودها "أوبك" أُعلنت الأسبوع الماضي، على الرغم من أن المكاسب كانت محدودة بعد أن خفضت "أوبك" توقعاتها للطلب على النفط لعام 2019.

وبحلول الساعة 7:33 بتوقيت غرينتش، بلغ سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 60.36 دولارا، بارتفاع 21 سنتا تعادل 0.4% مقارنة مع الإغلاق السابق. كذلك، سجل برميل العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 51.25 دولارا، بزيادة 10 سنتات تعادل 0.2%.

وفي مؤشر على رغبة الصين في خفض التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، قامت بكين بأول عمليات شراء كبيرة من فول الصويا الأميركي في أكثر من 6 أشهر أمس الأربعاء، ما ساعد المستثمرين على أن يتنفسوا الصعداء ودفع أسواق الأسهم عموما إلى الارتفاع وأسعار النفط إلى الصعود.


وانخفضت مخزونات النفط الأميركية 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 7 ديسمبر/كانون الأول مقارنة مع توقعات بتراجع قدره 3 ملايين برميل.

وقالت "أوبك" إن الطلب على نفطها عام 2019 سينخفض إلى 31.44 مليون برميل يوميا، بما يقل 100 ألف برميل يوميا عن توقعاتها في الشهر الماضي، وهو ما يمثل انخفاضا قدره 1.53 مليون برميل يوميا عن المستوى الذي تنتجه المنظمة حاليا.

توقعات 2019

واليوم الخميس، صرحت وكالة الطاقة الدولية بأن سوق النفط العالمية قد تتحول إلى العجز في وقت أقرب من المتوقع بفعل اتفاق الإنتاج بين "أوبك" وروسيا وآخرين، وقرار كندا خفض المعروض.

وأبقت الوكالة، مقرها باريس، على توقعها لنمو الطلب العالمي في 2019 عند 1.4 مليون برميل يوميا، من دون تغير عن تقديرات الشهر السابق، وقالت إنها تتوقع نموا قدره 1.3 مليون برميل يوميا هذا العام.

وقالت الوكالة: "بالنسبة لعام 2019، يظل توقعنا لنمو الطلب عند 1.4 مليون برميل يوميا حتى مع تراجع أسعار النفط كثيرا منذ ذروة أوائل أكتوبر/ تشرين الأول. بعض الدعم الناتج عن انخفاض الأسعار سيبطله ضعف النمو الاقتصادي عالميا، لا سيما في بعض الاقتصادات الناشئة".

كما أفادت الوكالة بأن قرار حكومة مقاطعة ألبرتا الكندية بإجبار منتجي النفط على كبح المعروض، سيفضي إلى أكبر خفض في إنتاج الخام العام القادم. وسينخفض إنتاج ألبرتا من الخام والرمال النفطية بمقدار 325 ألف برميل يوميا من يناير/كانون الثاني، ليضغط على المخزونات الضخمة التي تكونت بسبب اختناقات في طاقة خطوط أنابيب.

وتراجع سعر برميل النفط بمقدار الثلث تقريبا منذ بداية ربع السنة الحالي إلى حوالي 61 دولارا، من ذروة 4 سنوات قرب 87 دولارا في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي تقريرها السابق الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني، قالت الوكالة إنها تتوقع أن يظل هناك فائض في المعروض في سوق النفط العالمية على مدى عام 2019. لكنها تتوقع حاليا أن يحدث عجز بحلول الربع الثاني من العام المقبل في حال التزمت "أوبك" باتفاقها بشأن الإمدادات. وقالت: "الوقت سيبيّن مدى فعالية اتفاق الإنتاج الجديد في إعادة التوازن لسوق النفط".

وجاء جزء من ضعف أسعار النفط خلال النصف الثاني من العام الحالي بسبب مخاوف بشأن مدى تأثير التباطؤ الاقتصادي على نمو الطلب.

ويتوقع صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن ينمو الاقتصاد العالمي بوتيرة أبطأ في العام المقبل عن المتوقع قبل 6 أشهر.


وتوقعت "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" في نوفمبر/تشرين الثاني، أن يتباطأ نمو الاقتصاد العالمي إلى 3.5% في 2019 مقارنة مع 3.8% في العام الحالي.

وكالة الطاقة قالت إن "الضبابية بشأن التوترات التجارية والسياسات النقدية الأكثر تشددا تواصلان التأثير على الثقة والاستثمار. قد يتسبب تراجع توقعات الاقتصاد العالمي في 2019 الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في خفض نمو الطلب على النفط بنحو 100 ألف برميل يوميا".

(رويترز)
المساهمون