ارتفاع أسعار الأرز والسكر في مصر

01 يوليو 2016
توقعات بمزيد من الغلاء في مصر (فرانس برس)
+ الخط -
شهدت أسعار الأرز في مصر ارتفاعاً كبيراً خلال شهر رمضان، واتهم اتحاد الصناعات الحكومة بالتسبب في ارتفاع الأسعار في ظل عدم قيامها بإعداد مخزون كاف لمواجهة الأزمات الطارئة، كما شهدت أسعار السكر ارتفاعاً ملحوظاً مع توقعات بمزيد من الغلاء الفترة المقبلة، حسب مسؤولين بالغرف التجارية لـ"العربي الجديد".
وقال رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات المصرية، رجب شحاتة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة هي السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الأرز حيث لم تقم وزارة التموين بعمل مخزون استراتيجي لضبط الأسواق في حالة نقص المعروض أو ارتفاع الأسعار نتيجة تلاعب بعض التجار.
وأوضح أنه تم إرسال 5 مذكرات لوزارة التموين لتوفير مخزون استراتيجي للبطاقات التموينية دون استجابة، مشيرا إلى أن الوزارة تقوم بمداهمة مخازن التجار والاستيلاء على الأرز، رغم أن هذا الإجراء غير قانوني.
وأكد أن قرار مجلس الوزراء الخاص بمنع تصدير الأرز نهائيا، الذي أصدره الأسبوع الماضي، سيؤدي إلى تحويله إلى علف للماشية، لافتا إلى أن التصدير بريء تماما من رفع الأسعار.
وقال شحاتة إن الفائض المتوقع من الأرز سيكون كبيرا هذا العام، في ظل زراعة مساحات كبيرة هذا الموسم، حيث بلغت نحو 2.1 مليونَي فدان، أي أكثر من المستهدف بنسبة كبيرة، موضحاً أن مصر تستهلك نحو 3.3 ملايين طن سنويا.
وحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قفز سعر الأرز 18.7% في شهر مايو/أيار الماضي مقارنة بشهر أبريل/نيسان الماضي، بينما ارتفع بنسبة 51.9% عن مايو/أيار من العام الماضي.
وشهدت أسعار الأرز المحلي ارتفاعات متتالية منذ بداية العام حيث يتراوح بين 8 و10 جنيهات (الدولار = 8.88 جنيهات) للكيلو، حسب تجار.
ولفت شحاتة النظر إلى أن طن الأرز يتراوح سعره حالياً بين 6000 و6100 جنيه، ومن المتوقع أن ينخفض مع بداية بشائر المحصول الجديد إلى نحو 4 آلاف جنيه.
وأشار إلى أن الكميات المستوردة التي اشترتها وزارة التموين لا تكفي استهلاك المصريين سوى لمدة 15 يوما.
وفي المقابل، قال المتحدث الرسمي لوزارة التموين والتجارة الداخلية، محمود دياب، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن هيئة السلع التموينية تعاقدت على 80 ألف طن من الأرز الهندي، وبدأت طرحها في المنافذ التابعة للوزارة ومتاجر السلع التموينية المدعومة وفروع "جمعيتي" بسعر 4.5 جنيهات للكيلو.

وأضاف دياب أن السوق المحلية تشهد انفراجة كبيرة في أسعار الأرز، كما أن الوزارة ستتعاقد على شراء أكثر من مليون طن أرز من المزارعين مباشرة مع بداية موسم الحصاد، وذلك لتكوين مخزون استراتيجي يتم ضخه في حالة تلاعب التجار بالأسعار.
ومن جانب ثان، قال رئيس شركة الدلتا لإنتاج السكر (حكومية)، عبد الحميد سلامة، لـ"العربي الجديد"، إن ارتفاع أسعار السكر في رمضان يرجع إلى استغلال التجار وتحكمهم في السوق، موضحاً أن المصانع الحكومية لم ترفع الأسعار، لكن توقع زيادة الأسعار بعد عيد الفطر نظرا لتعرض الشركات المنتجة لخسائر كبيرة. وأوضح أن شركات السكر تبيع الطن بسعر 4250 جنيها، بخسارة كبيرة عن سعره في الأسواق العالمية.
ولفت النظر إلى أن مستوردي السكر أحجموا عن الاستيراد نتيجة وجود فارق نحو 1250 جنيها بين طن السكر المحلي والمستورد، حيث يصل سعر طن السكر المستورد إلى 5500 جنيه، في حين يباع محليا بسعر 4250 جنيها.
وحذر سلامة من موجة ارتفاع جديدة للسكر عقب عيد الفطر، ليصل سعر الكيلو إلى ما بين 7 و8 جنيهات.
وأوضح أن شركات السكر اتفقت مبدئياً مع الحكومة على زيادة الأسعار بعد العيد، حتى لا تتفاقم الأزمة خلال شهر رمضان.
وأشار إلى أن مخزون السكر يكفي حتى نهاية العام الجاري، حيث يوجد لدى المصانع فائض يقدر بنحو مليون طن من السكر.
وطالب سلامة بتدخل وزارة التموين والجهات الرقابية بالتفتيش على التجار وضبط الأسواق.
وقال نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بالقاهرة، عماد عابدين، إن أسعار السكر ارتفعت من 5 جنيهات للكيلو إلى ما بين 5.75 و 6 جنيهات. وأضاف أن عمليات الاستيراد متوقفة نتيجة ارتفاع أسعار السكر عالميا، ما أدى إلى إحجام المستوردين والاعتماد على إنتاج الشركات المحلية.
وحسب إحصائيات رسمية، يبلغ حجم إنتاج السكر محلياً 2.4 مليونَي طن سنويا، منها مليون طن ينتج من قصب السكر ويخصص بالكامل لأصحاب البطاقات التموينية، و1.4 مليون طن من بنجر السكر، ويتم استيراد ما بين 600 إلى 800 ألف طن من الخارج، حيث يتراوح الاستهلاك المحلي ما بين 3 و3.2 ملايين طن من السكر سنويا.

المساهمون