تباطؤ اقتصاد الصين يهدد العالم بأزمة مالية جديدة

22 اغسطس 2015
المستثمرون بحالة ذعر وشبه انهيار بالنفط والأسهم العالمية (أرشيف/Getty)
+ الخط -


فيما توقعت مصادر في حي المال البريطاني أمس أن تتواصل هزات الاقتصاد الصيني، خلال العام الجاري، التي ربما تتحول تدريجياً إلى أزمة مال جديدة، تتسارع عجلة تدهور أسعار النفط في الأسواق العالمية.

ويلاحظ أن الصين ذات أثر كبير في تحريك الطلب على السلع الأولية، خاصة النفط. تعتبر الصين ثاني أكبر مستورد للنفط بعد الولايات المتحدة، حيث تفوق وارداتها يومياً 6 ملايين برميل، معظمها من خامات المنطقة العربية.

ويقدر خبراء طاقة في لندن، أن يقود التباطؤ في نمو الاقتصاد الصيني الذي يأتي مصحوباً بتخمة نفطية تجعل المعروض يفوق الطلب العالمي بحوالى 3 ملايين برميل يومياً، إلى تدحرج أسعار النفط من نوعية خام برنت إلى مستويات أقل من 40 دولاراً خلال شهر سبتمبر/ المقبل.

والمشكلة التي تواجه الطلب النفطي منذ مدة أن اضطراب السوق الصيني ينعكس بشكل مباشر على الأسواق الناشئة الأخرى في آسيا، كما يؤثر على معدلات النمو في أميركا التي تعد عملياً منذ النصف الثاني العام الماضي ماكينة الدفع الحقيقية للنمو. ويلاحظ أن المستثمرين يهربون حالياً من الأسواق الناشئة، حيث قدرت مصادر بريطانية أن ترليون دولار خرجت من أسواق آسيا وأميركا اللاتينية خلال الـ 13 شهراً الماضية.

وسط هذه الظروف استأنفت أسعار النفط اتجاهها النزولي في التعاملات الآسيوية أمس الجمعة متأثرة بتراجع أسواق الأسهم العالمية وانكماش حاد في نشاط المصانع في الصين، ويتجه خام القياس الأميركي إلى تسجيل أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ عام 1986.

وأظهر مسح نشر أمس أن نشاط قطاع الصناعات التحويلية الصيني انكمش في اغسطس/ آب بأسرع وتيرة في حوالى ست سنوات ونصف مع تراجع الطلب المحلي والخارجي وهو ما يزيد المخاوف بشأن الطلب على الخام في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وهبطت الأسهم الآسيوية في التعاملات الصباحية في نفس اتجاه هبوط الأسهم الأميركية في "وول ستريت" مع تزايد المخاوف من تباطؤ للنمو العالمي تقوده الصين. ويجري تداول خامَي القياس النفطيين الرئيسيين قرب أدنى مستوياتهما في ستة أعوام ونصف، ويتجه خام القياس الأميركي إلى تسجيل ثامن انخفاض أسبوعي على التوالي في أطول سلسلة خسائر منذ 1986.

وفي أواخر 1985 هوت أسعار النفط إلى 10 دولارات للبرميل من حوالى 30 دولاراً على مدى خمسة أشهر مع رفع أوبك إنتاجها لاستعادة حصتها في السوق في أعقاب زيادة في الإنتاج خارجها.

وانخفضت عقود الخام الأميركي تسليم اكتوبر/تشرين الاول 42 سنتاً إلى 40.90 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 04.45 بتوقيت غرينتش. وكانت عقود سبتمبر/ايلول التي انقضى تداولها يوم الخميس قد أغلقت مرتفعة 34 سنتاً.

وأثناء الجلسة السابقة هوى خام القياس الاميركي إلى أدنى مستوى في ست سنوات ونصف عند 40.21 دولاراً للبرميل. وتراجعت عقود خام القياس الدولي مزيج برنت 46 سنتاً إلى 46.16 دولاراً للبرميل بعد أن أنهت الجلسة السابقة منخفضة 54 سنتاً. ويتجه برنت إلى تسجل سابع خسارة في ثمانية أسابيع.

الدولار

واصل الدولار الأميركي التراجع أمام العملات الرئيسية مع انحسار التوقعات لزيادة في أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر/أيلول وهو ما يقدم بعض الدعم لأسعار النفط.

اقرأ أيضاً: الصين تعزز اقتصادها بضخ 93 مليار دولار لبنكي تنمية

وهبط الدولار إلى أدنى مستوياته في نحو ثمانية أسابيع أمام سلة من العملات الرئيسية أمس بعد صدور المزيد من البيانات الاقتصادية الضعيفة في الصين بما أذكى الشكوك في قدرة مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) على رفع أسعار الفائدة الشهر المقبل.

وكانت الأسواق تتوقع أن يرفع مجلس الاحتياط أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول مع استمرار الاقتصاد الأميركي في النمو بقوة، لكن أحدث البيانات الصادرة في الصين إلى جانب انخفاض أسعار السلع الأولية وبيانات التضخم الأميركية الضعيفة كلها عوامل أدت إلى تخلي معظم المستثمرين عن مراهناتهم على رفع الفائدة الأميركية في الشهر المقبل.

وارتفع اليورو إلى أعلى مستوى له في شهرين مسجلاً 1.1295 دولار مع إقبال المستثمرين على إعادة شرائه وسط حالة من العزوف عن المخاطرة.

وغالباً ما يستخدم اليورو كعملة تمويل يتم اقتراضها للاستثمار في عملات الأسواق الناشئة التي تنطوي على مخاطر أكبر ولكنها تدر عائدات أعلى. وهبط مؤشر الدولار إلى 95.4 مسجلاً أدنى مستوياته منذ 30 يونيو/ حزيران.

وقال جيسبر بارجمان رئيس التداول في بنك نورديا في سنغافورة لرويترز "إن من المرجح أن يظل اليورو قوياً أمام الدولار إذا واصلت الأسهم العالمية تراجعها". وهبط الدولار كذلك أمام الين الذي يستخدم أيضاً كعملة تمويل ويعتبر ملاذاً أكثر أماناً. وسجل الدولار أدنى مستوى له في ستة أسابيع أمام العملة اليابانية مسجلاً 122.81 يناً.

هبوط حاد

وسجلت أسواق المال العالمية أمس هبوطاً جماعياً لتعكس حالة الاضطراب وعدم اليقين التي تزرعها الصين وتداعياتها على أسواق السلع والعملات.

وهبط المؤشر نيكاي للأسهم اليابانية إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر ونصف الشهر أمس الجمعة لتتفاقم خسائره التي تكبدها في بداية التعاملات بعدما أظهر مسح ضعف نشاط المصانع الصينية بما أدى إلى تدهور معنويات المستثمرين الضعيفة بالفعل.

وهبط المؤشر نيكاي القياسي ثلاثة بالمائة ليغلق عند 19435.83 نقطة مسجلاً أدنى مستوى إغلاق له منذ الثامن من مايو/ أيار.

وخسر مؤشر الأسهم اليابانية الأوسع نطاقاً "توبكس" 3.1% ليصل إلى 1573.01 نقطة بينما انخفض المؤشر "جيه.بي.إكس-نيكاي 400 " بنسبة 3.0% لينهي تعامله عند 14173.95 نقطة.

وفي أوروبا هبطت الأسهم هبوطاً حاداً في بداية التعاملات أمس مقتفية أثر خسائر أسواق الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة للأسهم الأميركية، حيث هبط مؤشر "يوروفرست 300 " لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.6% إلى 1453.62 نقطة بحلول الساعة 07.03 بتوقيت جرينتش مسجلاً أدنى مستوياته منذ يناير/كانون الثاني ومتجهاً لتكبد أكبر خسائره الأسبوعية منذ بداية العام.

وفقد مؤشر "يوروفرست 300" للأسهم الأوروبية 8.5% من قيمته السوقية منذ أن خفضت الصين قيمة عملتها الأسبوع الماضي. وقال أنجوس نيكلسون محلل السوق لدى آي.جي في مذكرة "تشهد الأسواق العالمية حالة من الذعر مع اتضاح الصورة الكاملة للتباطؤ الصيني".

وفي أنحاء أوروبا هبط المؤشر "فايننشال تايمز 100" البريطاني 1.3%عند الفتح بينما نزل "كاك 40" الفرنسي 1.5% وداكس الألماني 1.9%.



اقرأ أيضاً:
تسونامي الصين يهدد الاقتصاد العالمي
طوفان الصين العظيم يقلق أسواق العالم

المساهمون