الطيور تشنّ حرباً على مزارعي بوركينا فاسو

09 ديسمبر 2014
خسائر باهظة يتعرض لها المزارعون (أرشيف/getty)
+ الخط -

في مثل هذه الفترة من نهاية كل عام، تشنّ طيور "كيليا كيليا" حرباً ضروسا على محاصيل المزارعين البوركينيين من الأرز والذرة والدخن.. طيور صغيرة تبني أعشاشها على مقربة أو على ضفاف الأنهار في بوركينا فاسو، لتقود "هجمات" ضارية على الحقول، متسبّبة في خسائر مادية فادحة لمزارعين يكابدون على مدار السنة، في انتظار جني محاصيلهم وتحقيق إيرادات تعوّضهم النفقات الضخمة التي يدفعونها لقاء تحقيق هامش ربح متوسّط.

وقدّرت وزارة الزراعة البوركينية نسبة التلف التي تتسبب فيها هذه الطيور المتركزة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، بـ80 إلى 100% من قيمة المحاصيل المستهدفة، حيث أدت في إقليم "سوم" (شمال) وحده في إتلاف نحو 20 ألف هكتار، بحسب أرقام لجنة المراقبة ومكافحة الطيور التابعة لوزارة الزراعة.

غير أنّ الخسائر لم تقتصر على منطقة بعينها، بل امتدت إلى غربي البلاد عند وادي "سورو"، هناك حيث أتت الطيور على ألف هكتار من الأراضي المزروعة، أي بما يعادل 25 إلى 60% من حجم الإنتاج المعتاد.

هجمات الطيور المهاجرة غير منتظمة، وقد تستهدف محاصيل دون أخرى، وهو ما يفسّر تذبذب كميات المحاصيل، حيث بلغ إنتاج البلاد من الذرة البيضاء مليون و427 ألفا، أي بانخفاض قدره 3.6%، والأرز 305 آلاف و 382 طنا، بانخفاض قدره 4.4% مقارنة بمحصول العام الماضي، وفي المقابل، ارتفع إنتاج الذرة الحمراء ليبلغ 452 ألفا و 718 طنا، أي بزيادة نسبتها 2.3% مقارنة بالسنة الماضية.

مزارع من "نياسا"، أمادو ديالو، قال إنه يقضي اليوم بأكمله، أي من شروق الشمس إلى غروبها، في مطاردة تلك الطيور، وذلك باستخدام طريقة تقليدية للغاية؛ ألا وهي إحداث جلبة وضوضاء تثير فزع الطيور وتبعدها عن محصوله. غير أن مجهوداته تلك غالباً ما تنتهي بفشل ذريع.

وشهد العام الجاري إتلاف الطيور المهاجرة 1800 هكتار من الزراعات، إثر هجوم أسراب كاملة منها على المزارع واكتساحها المزارع خلال دقائق معدودة.

ومن جانبه، رأى المدير الجهوي للزراعة والأمن الغذائي لمنطقة "سوم"، يحي تيانغربيوغو، أنه ينبغي تخفيض عدد هذه الطيور دون اللجوء إلى القضاء عليها كلياً، حفاظا على التنوع الطبيعي.

المساهمون