السياح مقابل الحماية.. مصر تؤسّس شركة لإدارة أمن المطارات

24 ابريل 2016
سياح يغادرون مطار شرم الشيخ (الأناضول)
+ الخط -



تقترب الحكومة المصرية من إنهاء إجراءات تأسيس شركة متخصصة لإدارة الأمن في المطارات المختلفة والتي تعد الأولى من نوعها في البلاد. وحسب مصادر مصرية، فإن تأسيس الشركة يعد شرطا للعديد من الدول التي تشترط وجود شركة متخصصة للإشراف على إجراءات تفتيش الحقائب والأفراد بالمطارات والمنافذ الجوية المختلفة مقابل إعادة سياحها لمصر وتسيير رحلاتها السياحية.
ومن المقرر أن تضم الشركة الجديدة ممثلين عن الوزارات المعنية بأمن المطارات، ومنها الداخلية والسياحة والطيران.
وقال مسؤول بارز في وزارة السياحة المصرية، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن الشركة الجديدة سيكون من شأنها توفير خدمات الأمن بالمطارات في ظل طلب الدول الأوروبية من السلطات المصرية مراجعة إجراءات تأمين المطارات والاطلاع على تقييمها كشرط للموافقة على استئناف الرحلات السياحية لمصر مجدداً.

وبحسب المسؤول البارز، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن وزارة السياحة ستتولى عمليات توفير التمويل للشركة لمواجهة نفقات التدريب للكوادر البشرية، في حين تتولى الشركة القابضة للمطارات التابعة لوزارة الطيران المدني عملية توفير الآلات والمعدات الخاصة بالشركة.
ولم يكشف المسؤول عن رأس مال الشركة الجديدة وحجم استثماراتها والمطارات التي ستشرف على إجراءات التفتيش بها، وما إذا كانت ملكية الشركة حكومية أم سيتم دخول القطاع الخاص ضمن قائمة المساهمين، واكتفى بالقول إن الحكومة المصرية تتفاوض حاليا مع إحدى شركات الحراسة والأمن الخاصة للمساهمة في رأسمال الشركة، وإن حصة الشركة في رأس المال لم تتحدد بعد.



وتعرضت السياحة المصرية لضربات عنيفة خلال العامين الماضيين، بسبب استمرار الاضطرابات الأمنية وتكرار الهجمات ضد السياح، أبرزها سقوط طائرة ركاب روسية نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فوق سيناء شمال شرق مصر ومقتل جميع ركابها.
وتبنت جماعة مسلحة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية إسقاط الطائرة الروسية، عبر زرع عبوة ناسفة على متنها، بينما تقول السلطات المصرية إن التحقيقات لا تزال جارية.
وكان وزير السياحة المصري السابق هشام زعزوع، قد صرّح عقب حادث سقوط الطائرة الروسية، أن وزارته ستعمل على تقييم إجراءات تأمين المطارات من جانب، والعمل على تأسيس شركة لإدارة الأمن بالمطارات بالتعاون مع وزارات أخرى.

وقال "مصر تعاقدت مع شركة استشارات الأمن والسلامة العالمية البريطانية كنترول ريسكس، لمراجعة إجراءات تأمين المطارات في شرم الشيخ (جنوب سيناء) وبرج العرب (شمال مصر) والغردقة (شرق) ومرسى علم بالبحر الأحمر (جنوب شرق)، على أن تكون فترة المراجعة والتقييم كل 6 شهور".
وتراجعت السياحة الوافدة لمصر خلال الربع الأول من العام الجاري (يناير/ كانون الثاني - مارس/ آذار 2016)، إلى 1.1 مليون سائح، بانخفاض 47% عن الفترة نفسها من العام السابق، بسبب تعليق روسيا وبريطانيا وبلدان أخرى لرحلاتهما لمصر بداية من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عقب سقوط الطائرة الروسية إثر حادث إرهابي، كما قالت السلطات الروسية.

وقال المسؤول إن التراجع في السياحة الروسية لمصر تجاوز 97% خلال الربع الأول من 2016 مقابل الفترة نفسها من العام الماضي والتي بلغ فيها عدد الوافدين الروس 350 ألفا.
وأوقفت روسيا رحلاتها السياحية لمصر بداية من نوفمبر/تشرين الثاني 2015، لحين الكشف عن ملابسات حادث سقوط الطائرة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال في حواره السنوي المباشر مع مواطنيه في وقت سابق من أبريل/نيسان الجاري، إن استئناف رحلات الطيران الروسي إلى مصر يتطلب إيجاد آلية مشتركة لتفتيش الركاب والحقائب والوجبات التي تقدم على متن الطائرات الروسية المتجهة لمصر.

وأضاف بوتين "لم نتوصل إلى مثل هذه الآلية في عملنا مع الشركاء المصريين، رغم مواصلة التعامل بين الاستخبارات والأجهزة الأمنية الروسية والأصدقاء المصريين لإيجاد حل لهذه المسألة".
قال هشام علي، رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في جنوب سيناء في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"،، إن منتجعات شرم الشيخ تعتمد بشكل كبير على الوافدين الروس والبريطانيين؛ وهذا يتضح من ضعف الإشغالات الآن بسبب وقف الرحلات من الدولتين.
وتراجعت السياحة الروسية الوافدة لمصر خلال 2015 إلى 2.4 مليون سائح، مقابل 3 ملايين سائح خلال 2014. وتمثل السياحة الروسية 30% من إجمالي الحركة الوافدة لمصر سنويا، حسب إحصاءات رسمية.




المساهمون