ما إن قررت الشركة المنظمة إلغاء إقامة "معرض جنيف الدولي" الذي كان مقرراً هذا الأسبوع، حتى بادرت شركات كبرى، ولا سيما الألمانية، إلى إعلان أنها ستعرض أحدث ابتكاراتها عبر بث مباشر من طريق الإنترنت.
في السياق، ستعتمد المجموعة الألمانية "بي.إم.دبليو إيه.جي" BMW AG البثّ الحيّ للمرة الأولى، لإطلاق سيارتها الكهربائية "آي. فور" i4 يوم الثلاثاء، فيما ستطرح على شاشات رقمية أيضاً، منافستها الألمانية "مرسيدس بنز" طرازاً جديداً من سيارات "سيدان" الفئة "إي" E الشهيرة، كذلك ستطرح "أودي" Audi سيارتها الرياضية "إيه.3" A3 والكهربائية بالكامل "إي-ترون إس" E-Tron S.
ورغم الانكفاء اللافت للشركات المصنعة عن معارض السيارات الدولية في السنوات الأخيرة، نتيجة الركود الاقتصادي وتباطؤ الطلب، ما زالت التجمّعات تجذب وسائل الإعلام والمورّدين والمشجعين المتحمّسين، للاطلاع من كثب على أحدث الابتكارات.
وقد اغتنمت "فولكسفاغن إيه.جي" الشركة الأم لـ"أودي" Audi، فرصة انعقاد معرض فرانكفورت عام 2019، لكشف النقاب عن سيارتها الكهربائية ID.3، ولنشر رسالة مفادها أن أكبر شركة لتصنيع السيارات في العالم كانت تحرز تقدماً بعد أزمة الغش في محركات الديزل، وتعزز صورتها كشركة رائدة في التحوّل إلى السيارات التي تعمل بالبطاريات، وفقاً لتقرير نشرته شبكة "بلومبيرغ" الأميركية اليوم الاثنين.
الرئيس التنفيذي لشركة "بي.إس.إيه" PSA، كارلوس تافاريس، قال في مقابلة تلفزيونية الأحد، إن إلغاء العرض سيكلف بضعة ملايين يورو، مضيفاً أن علامة "سيتروين" Citroen التابعة لهذه الشركة قد كثفت جهودها لإطلاق "دي.إس.9" DS9 على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت BMW تهدف إلى إطلاق سيارتها i4 في مناسبة كبيرة، وهي سيارة تهدف إلى المساعدة في إعادة تأكيد زخم الشركة الألمانية في السيارات الكهربائية. ولا تزال المجموعة الألمانية تتمسك بإقامة البرنامج نفسه يوم الثلاثاء، وإن كان ذلك سيتم عبر "مؤتمر صحافي رقمي" يعقده المدير التنفيذي، أوليفر زيبسي، الذي سيتحدث من مقر "بي.إم.دبليو" في ميونخ.
وحتى قبل إعلان إلغائه، فإن معرض جنيف الذي يُخصّص للسيارات الفاخرة وتهيمن عليه عادة المنتجات الفارهة من أمثال "فيراري إن.في" Ferrari NV و"بورش" Porsche و"مرسيدس إيه.إم.جي" AMG، كان معرضاً لخطر أن تحجبه المشكلات التي تعاني منها صناعة السيارات قبل ظهور أزمة كورونا التي فاقمت التحديات، بعدما أدى تفشي الفيروس إلى انخفاض مبيعات السيارات في الصين وتعطيل خطوط الموردين.
وسبق ذلك طبعاً أن اتسم إنتاج السيارات وبيعها بالتراجع نتيجة استعار الحروب التجارية التي تخوضها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع حلفائها وخصومها على السواء، بما يتخللها من زيادات للتعرفات الجمركية، تزامناً مع التباطؤ الاقتصادي، وهي عوامل أدت إلى انحسار مبيعات العام الماضي في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، ودولة رئيسية للصادرات بالنسبة إلى الشركات الألمانية الثلاث الكبرى.