كندا والمكسيك ملتزمتان باتفاقية التجارة الحرة رغم تهديدات ترامب

14 أكتوبر 2017
إنريكي وترودو ناقشا مقترحات تعديل اتفاقية نافتا (مانويل فيلاسكويز/الأناضول)
+ الخط -
أعلن قائدا كندا والمكسيك التمسك بمواقفهما المتفائلة حيال مستقبل اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية (نافتا)، على الرغم من تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكررة بإلغائها.
ويزور رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو المكسيك، في أعقاب زيارة متوترة لواشنطن.
ويتهم ترامب المكسيك بالاستيلاء على وظائف الأميركيين، كذلك يتهم كندا بمنح دعم غير عادل للصناعات الكندية، ويمارس ضغوطاً على البلدين لتعديل الاتفاقية.


وقلل ترودو من شأن هجمات ترامب على "نافتا"، وفقاً لوكالة (فرانس برس)، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من التفاوض على تجديد الاتفاقية الموقعة قبل 23 عاماً.

وقال ترودو "لن ننسحب من طاولة المفاوضات بسبب مقترحات يتم تقديمها"، رداً على سؤال حول اقتراح إدارة ترامب وضع بند يتطلب إجماع الدول الثلاث على تجديد الاتفاقية كل خمس سنوات.


وتابع ترودو، في مؤتمر صحافي مع الرئيس المكسيكي (إنريكي بينا نيتو)، في القصر الرئاسي اليوم، "سنناقش هذه المقترحات، سنرد على هذه المقترحات، وسنأخذ المفاوضات بجدية".
وشدد ترودو على أن الاتفاقية تبقى أمراً حيوياً لاقتصادات المنطقة برمتها، على الرغم من تهديدات ترامب المتكررة بإلغائها.

وقال ترودو إن "المكسيك تراهن على التوصل لاتفاق جيد. لكن ينبغي أن يكون اتفاقاً إيجابياً وجيداً للأطراف الثلاثة، ليس لطرف واحد. لن نكون رهائن لوجهة نظر واحدة".


مساعٍ أميركية

ويكرر ترامب أن نافتا هي "الاتفاقية التجارية الأسوأ" و"كارثة" للأميركيين، ويعتبرها مسؤولة عن فقدان الوظائف، خصوصاً في قطاع السيارات، ووعد بإعادة التفاوض عليها "لإعادة" الوظائف إلى الأميركيين، رافعاً شعار "أميركا أولاً".

وقال ترامب في مقابلة مع مجلة فوربس نشرت الثلاثاء: "أعتقد أنه يجب إنهاء نافتا"، مذكراً بأنه يفضّل الاتفاقات التجارية الثنائية.

ويسعى ترامب، وفقاً لوكالة (رويترز)، إلى استخدام (نافتا) لتعزيز قطاعات إنتاج الصلب والمواد الأساسية الأخرى في الولايات المتحدة، من خلال اقتراح تشديد قواعد مكونات السيارات التي تتطلّب استخدام صلب وألومنيوم ونحاس وراتنجات بلاستيكية من إنتاج أميركا الشمالية.

كذلك يتمحور أحد الخلافات الرئيسية حول العجز التجاري الأميركي مع المكسيك البالغ نحو 64 مليار دولار، والذي تريد واشنطن خفضه أو إزالته.

وأنذر صندوق النقد الدولي الثلاثاء الماضي بأن "الانعطاف نحو الحمائية سيخفض التدفق التجاري والاستثمارات عبر الحدود وسيعرقل النمو العالمي".

وأشار كبير اقتصاديي الصندوق موريس أوبستفيلد إلى أن "كل ما قد يعرقل التجارة والعلاقات التجارية عبر الحدود، وضمنه إعادة التفاوض على نافتا، سيلحق عواقب بجميع أطراف" الاتفاق.

كذلك أعرب رئيس غرفة التجارة الأميركية توماس دوناهيو عن تشاؤمه في كلمة ألقاها في مكسيكو الثلاثاء، وقال إن "هناك أكثر من نقطة كفيلة بإفساد الاتفاق برمته"، مشيراً إلى بند يقضي بانتهاء أجله في مهلة خمس سنوات إلا في حال اتفاق الأطراف الثلاثة على تمديده.

وألمح إلى آلية لفض الخلافات التجارية تجيز للشركات والمستثمرين ملاحقة الحكومات مباشرة أمام المحاكم، وذكر دوناهيو أن الولايات المتحدة لم تخسر أي قضية في إطار هذه الآلية التي "لا تتعدى على سيادة أحد"، مشيراً إلى أن "جعلها إجراء اختيارياً سيثير تساؤلات حول العالم بشأن تمسك الولايات المتحدة بالمبادئ السارية للمعاملة المنصفة".

(العربي الجديد)


المساهمون